جانب من الندوة حذر المشاركون في أعمال الندوة العلمية - التي نظمتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع جامعة القاهرة، بعنوان (استعمال الانترنت في تمويل الارهاب وتجنيد الارهابيين)، من تجاهل التأثير الفكري للمحتوي الالكتروني المحرض علي العنف والارهاب، وأوصوا بوضع البرامج الوقائية وفق منهج علمي يستوعب القضايا السياسية والدينية بأسلوب شفاف وصادق مع دراسة طرق وأساليب الاقناع التي يستخدمها رموز الفكر المتطرف، وطالبوا بايجاد آليات مؤسسية لتقييم ومراجعة المواقع التي تبث الثقافة الدينية للتأكد من عدم خروجها عن صحيح الدين في اطروحاتها للشباب، وأكدوا علي دراسة الآثار النفسية والاجتماعية والفكرية علي المراهقين والشباب جراء متابعة خطابات العنف والتطرف عبر الانترنت، كما أكدوا علي اعادة النظر في التشريعات القائمة وسن قوانين جديدة تشمل المخالفات والجرائم التي قد تنجم عن التحريض الإلكتروني علي العنف والتدمير. استمرت أعمال الندوة ثلاثة أيام بقاعة الاحتفالات بالمكتبة المركزية، والتي بدأت صباح الاثنين الماضي، وفيها أكد د. شريف شاهين، مدير المكتبة ورئيس قسم المكتبات، علي أهمية تنوير الشباب بخطورة الاستغلال السييء لهم من جانب جهات لا يعملونها وبطرق تبدو بسيطة وسهلة منها شبكات التواصل الاجتماعي، وحذر د. شريف من الجوانب الخفية غير المعلنة لهذه الشبكة العملاقة. وفي مشاركته عن ثقافة التطرف والعنف علي شبكة الانترنت، أشار د. فايز عبدالله الشهري إلي نوعين من العنف الالكتروني، أولهما العنف المادي وهو الذي يمس الناس بالتهديد المباشر وبخاصة الرموز السياسية وهو أيضا ينتقص حقوق فئات معينة (مثل المهاجرين والملونين في الغرب، والأقليات الدينية في الشرق)، ويهدد الأمن الوطني، أما العنف الآخر فهو الرمزي، حيث ان طول ادمان المواقع المتطرفة يقود إلي التوتر والخوف أو يستهوي الانسان فيجنح إلي تبني أفكار متطرفة تأثرا بالغرس الثقافي المكثف الذي يتعرض له. وحول التعرف علي الارهاب الالكتروني، تحدث د. وليد أبورية - معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة، - موضحا أن غياب العدالة الاجتماعية وانعدام الديمقراطية والفقر وأزمة التعليم والفهم الخاطيء للدين والاستعمار عوامل اساسية لحدوث الارهاب، مشيرا إلي أن البريد الالكتروني من أعظم الوسائل المستخدمة في الإرهاب الالكتروني، فهو وسيلة سهلة وسريعة للتواصل بين الارهابيين وتبادل المعلومات فيما بينهم والتخطيط لعملياتهم، وأن مواقع الانترنت حتي اكتوبر الحالي 0102 وصل عددها إلي أكثر من 232 مليون موقع، وفي ظل هذا العدد يقوم الارهابيون بانشاء مواقع لهم لنشر أفكارهم والدعوة لمبادئهم! وعن دور الشبكات الاجتماعية في تمويل وتجنيد الارهابيين، كانت مشاركة د. علي فهمي، العميد السابق لكلية الحاسبات والمعلومات، وقد أشار فيها إلي أن الانترنت قد ساعد علي انتشار الارهاب الالكتروني لسهولة الاستخدام، وقلة التكلفة، وقدرة تبادل المعلومات ونشرها، وسهولة انشاء المواقع وتغييرها وتوافر أدوات تدمير المواقع والبيانات والنظم، وانتشار برمجيات التجسس، وتوافر أدوات وأساليب التعبئة والتجنيد والنشر، والترويج وبث الأفكار، وامكانية نشر وسائط التدريب، والقدرة علي بث وتوزيع البيانات. وقد ضرب د. فهمي أمثلة لبعض المواقع الالكترونية العربية التي قامت بانشائها بعض التنظيمات وهي: موقع النداء الموقع الرسمي لتنظيم القاعدة بعد 11 سبتمبر)، ذروة السنام لصحيفة الكترونية دورية لقسم الاعلام بتنظيم القاعدة)، صوت الجهاد (مجلة نصف شهرية ومصدرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، التيار، مجلة عسكرية متخصصة في المعلومات العسكرية والميدانية والتجنيد.