في حوار مع هوارد جابسون الفائز بالبوكر2010 تحدث فيه عن حقائب اليد ،وشغفه بإثارة ضحك النساء، وواجبه كيهودي، أفصح بصراحة أنه كان يتمني بطريقة ما ألا يفوز بالجائزة هذا العام، بالرغم من أن هذا الفوز حقق له زيادة ثروته بتلك الخمسين ألف استرليني، إلا أنه استطاع بها القضاء علي إستياء:"جميع المهرجين ممن تغاضوا عن عبقريته، عبر عقود ماضية" علي حد تعبيره، بالرغم من أن ذلك سوف يقود إلي قلب حقيقة واقعة رأسا علي عقب، تتمثل في الانخفاض المطرد في مبيعات روايته منذ نشرها قبل ما يقرب من ثلاثين عاما. لكنه في صباح ذلك الانتصار الكاسح وغير متوقع، لا يزال يسمح لنفسه ببعض الإحساس بالندم حول الفوز قائلا:":كان يجب أن أكون الآن في "روما"،إنهم بصدد إطلاق الترجمة الإيطالية لروايتي:"قانون الحب"، تحت عنوان أعتقد أنه سيكون أفضل" الحب المثالي"، وأتشوق لهذا". عوضا عن ذلك اضطر الكاتب و الصحفي قضاء معظم الأسبوع الماضي في غرفة واحدة، متجهم الوجه، متلقيا أسئلة من أمثالي :"لا مفر من الاحتفال"، ناظرا نحو الباب مترقبا وصول ساندويتش لحم الخنزير. متي أدركت أنك الفائز؟:"عندما وقف أندرو موشن" رئيس لجنة قضاة الجائزة"، أعتقدت أنه حانت الساعة، قلت في نفسي ، ماذا لو!، كن راضيا باختيارك ضمن القائمة القصيرة، و ظللت علي هذا الحال نحو ساعة، ثم وصف موشن الكتاب الفائز بأنه لا متلاطم، فقلت في نفسي لقد فاز بيتر كاري، ثم أضاف: حزين، فاعتقد تالفائز هو توم مكارثي، أو ديمون كالجوت، قبل لحظة فقط من نطقه إسمي شعرت أنه أنا". جاكوبسون، في عمر الثامنة و الستين، هو أكبر الفائزين بالبوكر عمرا منذ ويليام جولدن:"لقد تم إكتشافي" هكذا صاح، في سنة2001 أطلق جاكوبسون علي البوكر:"الرجس المطلق، نفس الكتب الكئيبة عاما وراء عام"، كان أمله قد خاب:" كنت أشعر بالمرارة،في الحقيقة، لم أستطع دفعهم لقراءتي"، بعد الفوز أخذ جاكوبسون علي نفسه عهدا أن ينفق مال الجائزة في شراء حقيبة يد لزوجته، المنتجة التليفزيونية جيني،"كل الخمسين إسترليني؟"، "هل رأيت حقيبة يد بهذا السعر؟"، أخبرته أن كل قسم الأزياء بالجارديان علي إستعداد لتقديم النصيحة له حول أي الحقائب يختار:"لا أحتاج نصائح، عندما كنت أعمل بالتدريس بجامعة"كمبريدج"، كنت أبيع حقائب، و اشتريت لجيني حقيبة يد ماركة "مولبري" بعد اختياري بالقائمة القصيرة"، خلال ذلك اتجهت جيني نحوه ببضع خطوات، لتقبيل بطلها المنتصر الذي همس:"تلك هي الحقيبة"، هل وضع جاكوبسون رهانا كبيرا لاحتمال فوزه:"لا لكن جيني فعلت، الآن يمكنها شراء حقيبتها". البعض يكتب الآن أن "مسألة فلينكر" هي أول رواية كوميدية تفوز في تاريخ الجائزة"42 عام"، رد ساخرا:"ذلك هراء ،" الشياطين القديمة" لكنجسلي إيمز فازت سنة1986، وكانت كوميدية، حتي سلمان رشدي الفائز عن"أطفال منتصف الليل"، يدرك أنه يكتب في قالب كوميدي علي نهج رابليز و ثرفانتس"، علي أي حال، علي نفس الصعيد، فإن "مسألة فلينكر" كرواية كوميدية، بيعها قصير الأمد، موش قال عن جاكوبسون الثلاثاء الماضي:" إنه يلم بكل تأكيد بما يعرفة شكسبير، وهو وجود إرتباط وثيق بين التراجيدي و الكوميدي"، قال لي جاكوبسون:"أحد الأشياء العظيمة عنا نحن اليهود، إطلاقنا أفضل النكات، جزء من السبب هو اننا نحكي نكات ضد أنفسنا، قبل أن يشرع في ذلك أي شخص آخر"، لكن الحس الفكاهي اليهودي، وإرضاء الرب ليس مجرد آلية للدفاع، ما ود تذكير جاكوبسون به، أنه في كتابه حول الكوميديا"الهزل علي محمل الجد" وصف رغبته الفتية في مشاهدة حناجر المرأة:" كنت دائما أشعر بتلك الرغبة، أن أدفع إمرأة لإلقاء رأسها إلي الخلف ضاحكة، شئ مثير،عندما كنت في الثامنة، كنت أدفع صديقات أمي للضحك، كانت قدرة مثيرة، من الواضح أنني أتعامل مع ذلك بأثر رجعي". لستة عقود سبب الكتابة ممارسة تلك القدرة المثيرة!:"حسنا، أنا بكل تأكيد أعشق السيطرة علي قراءات زوجتي، وإكتشفت أنني لا أحتمل سماع ضحكاتها من كتاب لرجل آخر". مثل شكسبير الوحيد الذي كان كذلك، "مسألة فلينكر"تربط التراجيدي و الكوميدي، محاور قصة الفاجعة و الآمال المحبطة تنظم ملكات نكات جاكوبسون، في بداية الرواية أبطالها الباروين يجتمعون علي عشاء حلو مر، سام إي فلينكر فيلسوف يهودي شعبي، مفجوع حديثا بفقد عزيز، مثل أستاذه السابق وزميله اليهودي ليبروسيفيك، العضو الثالث منتج فاشل في راديو"بي بي سي" جوليان تريزولوف، وهو غير مفجوع أو يهودي، إلا أنه يتوق أن يكون أيا من الإثنين، بينما هو نفسه يمتلك شيئا متفردا كما كتب"فيلسوف باحث عن إمرأة تحتضر كي يحبها"، جاكوبسون يدعي التشابه مع تريزولف، إلي درجة إعتناق أمنية رومانسية مستلهمة من أوبرات بوسيني و فيردي، حتي يري محبوبته تتلاشي بين ذراعيه:"نعم، مثل تريزولف، أنا مصاب بعقدة ميمي"ميمي هي إمرأة تحتضر في أوبرا لابوهيم"، لقد اعتدت التباهي بمعرفة أكبر عدد من الأغاني التي تحتوي كلمة"وداعا"، أكثر من أي شخص آخر"، و أضاف:" علي الأرجح فقط مثل جيني-زوجته الثالثة- الغير موجودة في الغرفة لسماع ذلك، أشعر أنني أيضا ذلك غير اليهودي الذي يريد أن يكون يهوديا" ثم استطرد قائلا:"ليس تماما". لقد صُنعت تربيته اليهودية في مانشستروتبدو فاترة تماما، و إنجليزيته مثل درجة سي في مدارس الأحد، تخلق إحساسا بالهوية ضبابيا تماما ، بحيث يسهل نسيانه كلما تولد:" نحن نذهب إلي الكنيس كثيرا، لم يكن لدينا لحم خنزير بالبيت، لكن كان أكله بالخارج مسموحا، وكنا نحاول الصوم يوم الغفران". في روايته الحادية عشرة، كان جاكوبسون لا يزال يكتب عن اليهود الإنجليز القادرين علي عدم التمتع بالخيال، لماذا؟ "لأنهم شعب غريب بشكل لافت للإنتباه، فيليب روث يعتقد أن اليهود الإنجليز ليس لديهم تكتلات، وهو مخطئ في ذلك،لأنه لا يفهم إنجلترا أو اليهود الإنجليزهو يعتقد أن ذلك مستنبت لمعاداة السامية، وهو له لحظاته، لكنه ليس مستنبت، لكننا لدينا عقدة نقص بالتأكيد، المذبحة الأوروبية المدبرة الأولي كانت في إنجلترا، ليست في روسيا أو بولندا، عندما سمح لنا أوليفر كورمويل بالعودة، كنا متواجدين علي مضض، حين كنت أشب عن الطوق كان الوضع كذلك: لا تلفت الإنتباه اليك، أو سوف تكون هناك مذبحة أخري". تجلت تلك التركيبة المعقدة حتي في طموحات الكتابة:" الروايات التي خططت لكتابتها، لم تكن أبدا ستصبح كتبا مضحكة حول اليهود، كانت ستصبح كتبا ريفية، فقط في وقت متأخر استطعت كتابة ما أعرف أنني الأفضل في الكتابة عنه". إلا أن الكتابة حول ما يعرفه- اليهود الإنجليز- جلب المتاعب، خاصة في الوقت الحالي، البوكر سوف تصنع منه شخصية عامة، وقراءته أكثر من أي وقت مضي، خاصة من رفقائة اليهود:"لم أحصل علي ما ظل روث يناله طوال الوقت ذلك الخزي من اليهود الآخرين لتجاسره الكتابة عن اليهود". جاكوبسون بالكاد يهودي ارثوذكسي:"لقد حضرت لجنة مع الحاخام الأكبر في الآونة الأخيرة، وكنا نتناقش حول الله،قلت: الله لا يبالي في الواقع إذا كنت أتناول شريحة من لحم الخنزير، رد الحبر: الله يدقق في التفاصيل، لست ملحدا، داوكن أقنعني أنني لا يمكن أن أكون كذلك، لكن لا أعتقد أن الله يراقبني عن كثب" محاولا تجنب إراقة الصوص البني علي بذلته الأرماني.