أقام المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتور أنور مغيث ، الإثنين الماضي، احتفالية كبري بمناسبة مرور ستة أعوام علي إنشاء مكتبة المركز. حضر الإحتفالية الدكتور جابر عصفور ، مؤسس المركز ، والدكتوة أمل الصبان ، أمين عام المجلس الأعلي للثقافة، والدكتور هيثم الحاج علي ، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. والكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد. بدأت الإحتفالية بكلمة الدكتور أنور مغيث الذي تحدث في البداية عن الدور الكبير الذي لعبته المكتبة منذ إنشائها في نشر ثقافة الترجمة بين القراء وهو الأمر الذي من شأنه أن يرتقي بالذوق العام للمجتمع ويساعد علي فهم وتقبل الآخر من خلال الإطلاع علي ثقافته وحضارته وطريقة تفكيره وأضاف مغيث " لقد ساعدت المكتبة في انتشار مطبوعات المركز إلي أكبر شريحة ممكنة من القراء وبعد أن كان لدينا في البداية عشرة كتب مترجمة فقط،أصبحنا نمتلك عشرات الكتب المترجمة حديثاً والمُعادة ترجمتها من طبعاتها القديمة" كما أشار إلي الدور الرائد الذي لعبه الدكتور جابر عصفور في إطلاق المشروع القومي للترجمة ثم المركز القومي للترجمة كهيئة مستقلة قائمة بذاتها تعمل علي ترجمة الكتب الأدبية والعلمية والفكرية من مختلف الثقافات حول العالم، مما جعل مصر تتباهي أمام الدول العربية باعتبارها صاحبة الرصيد الأكبر في الترجمة. من جانبه قال الدكتور جابر عصفور أنه سعيد للغاية لوجوده في المركز القومي للترجمة الذي يرتبط معه بذكريات قديمة وجميلة لا تنسي وأضاف " لقد كانت أزمة الترجمة تمثل تحدياً كبيراً في مصر. أتذكر أنني في كل عام كنت أذهب إلي جناح عرض الكتب المغربية والسورية واللبنانية في معرض القاهرة الدولي للكتاب بحثاً عن الكتب المترجمة وكنت أحزن بشدة لأننا لا نمتلك مكاناً يقوم علي ترجمة الكتب في مصر. عندما أصبحت في موقع الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة قررت إطلاق المشروع القومي للترجمة وأقنعت وزير الثقافة حينها فاروق حسني بالمشروع ووافق عليه وقابلتنا مشكلة الميزانية واقترح الوزير أن نأخذها من صندوق التنمية الثقافية الذي كان يشرف عليه الدكتور سمير غريب الذي أعطانا ميزانية ترجمة الكتب الثلاثة الأولي وأذكر هنا أن كتاب (اللغة العليا - ترجمة الدكتور أحمد درويش) هو أول كتاب في مشروع الترجمة،بعد ذلك تدخل الدكتور سمير للإطلاع علي ما يتم ترجمته من الكتب بعد ذلك ورفضنا الأمر واستطاع الوزير فاروق حسني حل المشكلة وأخذنا الميزانية من الديوان العام الذي يشرف علي جميع قطاعات وزارة الثقافة. أود أن أشير هنا إلي دور فاروق حسني في مشروع الترجمة لأنه لولاه لما كان هذا المشروع حياً ينبض في وقتنا الحالي فقد كان يساعدنا علي المضي قدماً وعلي تذليل ما يعترضنا من العقبات، وأذكر أنه ذات مرة تحدثت معه في ضرورة ترجمة كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي وشرحت له أثره في الثقافة العربية وتأثيره الواسع في الثقافة العالمية واقتنع واستطاع رغم مشكلة الميزانية توفير مبلغ ستين ألف جنيه للمترجم الدكتور إبراهيم شتا وهو مبلغ ضخم يعتبر ثروة في تلك الأيام. في النهاية لا يفوتني أن أشير إلي الدور العظيم الذي لعبه الجد العظيم رفاعة الطهطاوي في إثراء حركة الترجمة وذيوعها ولذلك كنت حريصاً علي وضع تمثال له أمام المركز كي يتعرف الأبناء علي ما فعله جدهم الكبير رفاعة الطهطاوي الذي يرجع له الفضل في انتشار حركة الترجمة. " علي هامش الإحتفالية قام الدكتور أنور إبراهيم بتوقيع كتابه الجديد المترجم عن الروسية " مذكرات زوجة ديستوفسكي " وقال أنور في تصريحات لأخبار الأدب أن الكتاب يتحدث عن زوجة ديستوفسكي ويحكي قصتها عندما استدعيت إلي استكمال كتابة إحدي رواياته خلال 26 يوماً فقط وإلا سقطت حقوق ملكيته الفكرية لتلك الكتب بحسب عقده مع الناشر في ذلك الوقت,عندما كان الكاتب يحيا حياة بائسة علي الجانب النفسي بسبب وفاة أخيه وحالات الصرع التي كانت تنتابه بين الحين والآخر. دخلت زوجته إلي حياته في تلك الفترة واصطدمت بمشكلات أسرته المتعددة وتزوج الإثنان وفي المذكرات تحكي الزوجة ما عايشته خلال تلك الفترة. أيضاً قام الدكتور محمود خيال بتوقيع أحدث كتبه المترجمة " العلم الزائف وادعاء الخوارق"، كما أقام المركز تخفيضات وصلت إلي 70٪ علي عدد من إصداراته.