صدر مؤخرا عن دار مصر العربية للنشر والتوزيع؛ كتاب "ورثة تالستوي.. علي جسر كوزنتيسكي" للكاتب والمترجم أحمد صلاح الدين، والذي يقدم فيه مشهد الأدب الروسي المعاصر ويعرف قارئ العربية علي أهم الكتاب الروس المنتمين لأجيال مختلفة، من خلال مجموعة من المقالات والدراسات، وبعض النماذج الإبداعية المترجمة لهم، ليؤكد صلاح الدين أن لتالستوي ورثة حقيقيين من الأجيال الأحدث، ورثة جديرين بأن يكونوا امتداداً له. يتضمن الكتاب إلي جانب المقدمة ودليل الأعلام وقائمة المراجع 12 عنواناً؛ تبدأ بالحديث عن ليف تالستوي "الأب الروحي"، الذي انبهر به المؤلف قبل أن يقرأ له حرفا، ولكن عندما قرأ فقط عن تجربته، فوجد فيه الفيلسوف والحكيم والعارف والمفكر، وألقي الضوء أيضا علي المقارنة التي عقدت بينه وبين داستايافسكي، ثم أظهر مدي الحضور الكبير لتالستوي في الأدب العربي، مشيرا إلي أن هناك بعض المراسلات التي تمت بينه وبين عدد من أعلام العرب، وعرض كنموذج مراسلاته مع الشيخ محمد عبده، وأنهي صلاح هذا الجزء باستعراض عدد من الأحاديث التي أوردها تالستوي في كتابه "حكم النبي محمد". وتحت العنوان التالي "من بعيد" انتقل المؤلف إلي تجربة مكسيم جوركي الذي يعتبره النقاد الأب الروحي للأدب السوفييتي ومؤسس الواقعية الاشتراكية، مستعرضا علاقته بأنطوان تشيخوف، ثم عاد إلي تالستوي الذي ولد في عام صدور رواية "دكتور جيفاجو"؛ التي ظلت حية في ذاكرته دائما، ومن "المهجر الروسي" بعد ثورة أكتوبر؛ تناول كل من: فلاديمير نابوكوف، إيفان بونين، ومارينا تسفيتايفا. وضمن "مخدرات أدبية" يستعرض صلاح الدين فترة التسعينيات التي شهدت غزوا أجنبيا لسوق الكتاب في روسيا، فظهر أدب التسلية والروايات البوليسية التي لا تتطلب قدرا كبيرا من التركيز أو أي جهد ذهني، ومن كتاب تلك النوعية ألكساندرا مارينينا، دانيل كوريتسكي، داريا دانتسوفا، مارينا سيروفا، وباريس أكونين. بعد التراجع الكبير الذي شهده الأدب الروسي مع نهاية القرن العشرين، جاءت "العودة" مع جيل جديد من الكتاب الروس اسماهم النقاد "الواقعيين الجدد"، ومن أكثرهم تميزا كان أندريه ديمترييف، أما اليوم؛ فمن الأسماء الكبيرة في عالم الرواية الروسية "فلاديمير ساروكين"، الذي اختيرت روايته "تيلوريا" كأحد أفضل إصدارات عام 2013، وقاص هذا الزمان "فيكتور بيليفين" الذي حظيت روايته "باتمان أبوللو" بحفاوة كبيرة إثر صدورها في 2013 أيضا، و"فلاديمير شاروف" الحائز علي جائزة البوكر الروسية عن روايته "العودة إلي مصر" عام 2014، "زاخار بريليبين" الملقب بتالستوي الجديد، و"دينيس جوتسكو" الذي عرض المؤلف مقابلة صحفية أجريت معه، والكاتب المثير للجدل "إدوارد ليمونوف"، وابن الدب الروسي "ديميتري بيكوف". كما تناول صلاح الدين الأدب الروسي النسوي من خلال "كاتبات روسيا ضد التهميش"، ومن أبرزهن: بيريسترويكا جارباتشوف، لودميلا بيتروشيفسكايا، وتاتيانا تولستايا، و"خلف أسوار حلف وارسو" تحدث عن الروائي والكاتب المسرحي المجري بيتر ناداس، والروماني نورمان مانيا صاحب رواية "الكاذب" عن المنفي. ثم عرض المؤلف من ترجمته؛ النص النثري "من هذا القبيل" لمكسيم جوركي، ونماذج من إبداعات ورثة تالستوي منها: "خطاب لم يصل روسيا أبدا" لفلاديمير نابوكوف، "حبيبي، ماذا جنيت بحقك؟ لمارينا تسفيتايفا، "أي يوم من الأسبوع تصادف" لزاخار بريليبين، "الثلج" من رواية دفتر سري لإدوارد ليمونوف. وفي النهاية يستعرض صلاح مقالته عن صاحبة جائزة نوبل في الأدب لعام 2015 البيلاروسية "سفيتلانا ألكسيفيتش"، مع مقابلة صحفية لها في وارسو ومقطع من كتابها "أصوات من تشيرنوبل.. مونولج الأكاذيب والحقائق".