ليس من المطلوب مني أن أؤكد علي تعظيمي ليوسف إدريس كاتب القصة والفنان والمبدع ، وصاجب الوهج الخاص جدا في كتاباته القصصية، وهذه الطفرة التي أحدثتها صدور مجموعات قصصية له، بدأت بمجموعته الأولي "أرخص ليالي"، التي صدرت في شهر أغسطس عام 1954،وصاحبتها تلك الضجة النقدية من زملائه ورفاقه، رغم أن هذه الضجة لم تصاحب صدور روايات نجيب محفوظ العظيمة في الأربعينيات، مثل روايات القاهرة الجديدة وخان الخليلي وبداية ونهاية والسراب وزقاق المدق، مع الاعتبار أن روايات محفوظ كانت تؤسس لفعل روائي مختلف، وحركة روائية غير مسبوقة إلا في نموذج واحد علي سبيل الحصر، وأقصد بذلك النموذج رواية "عودة الروح" لتوفيق الحكيم.ورغم ذلك فنجيب محفوظ عانت رواياته من انحسار رواج جماهيري، هذاالرواج الذي حظي به يوسف إدريس فور صدور مجموعته القصصية الأولي. وإذا كانت روايات محفوظ كانت تصنع مايشبه الانقلاب في كتابة وصناعة الرواية ، للدرجة التي لا تصلح أن تكون الامتداد الطبيعي والمتوقع لتطور الرواية، لأن المسافة كانت واسعة بالفعل بين ما جاء به نجيب محفوظ، بين من كتبوا قبله روايات، مثل إبراهيم عبد القادر المازني أو عباس محمود العقاد في روايته الوحيدة "سارة"، أو الروايات التاريخية التي كان يصدرها علي الجارم وأحمد خيري سعيد ونقولا حداد وفرح أنطون وغيرهم، فقصص يوسف إدريس لم تحدث تلك القطيعة الجذرية تماما مع ماقبلها من قصص، بغض النظر عن الذين زعموا بأن التاريخ القصصي كان خاملا، ولم تعرف مصر القصة القصيرة الحقيقية إلا علي يد يوسف إادريس، وأكرر بأن هذا ليس طعنا من أي نوع في خطوة يوسف إدريس المهمة في تطوير كتابة القصة القصيرة، ولكنها كانت امتدادا طبيعيا لما قبلها، رغم أنه هو وبعض النقاد حاولوا تصوير أن القصة كانت مخلية، ولا تدور إلا في القصور، وكل موضوعاتها كانت تتضمن القصص الغرامية والعاطفية الفاترة. وهذا لا يعكس الحقيقة بأي شكل من الأشكال، بل إنها وجهة نظر تغفل الجهاد الفني الذي قامت به مجموعة واسعة من الكتاب المصريين والعرب في إثراء فن القصة القصيرة العربية، بداية من محمد تيمور وعيسي وشحاتة عبيد ومحمود طاهر لاشين وحسن محمود وحسن صادق وابراهيم المصري ومحمود كامل المحامي وأحمد خيرت ومحمود البدوي وصلاح ذهني ويحيي حقي وسعد مكاوي ،وصولا إلي عبدالرحمن الشرقاوي وعبدالرحمن الخميسي ومصطفي محمود ويوسف حلمي وأحمد عباس صالح ونعمان عاشور وألفريد فرج و سعد الدين وهبة ومحمد صدقي وبدر نشأت ومحمود السعدني وزكريا الحجاوي ومحمد يسري أحمد وصلاح حافظ وفتحي غانم ولطفي الخولي وعبدالله خيرت وأمين يوسف غراب وابراهيم الورداني وفاروق منيب وسليمان فياض وأمين ريان ومحمد سالم وغيرهم. كل هذه الأسماء كانت تترعرع في مطبوعات ذلك الزمان، والتي لم تكن تحتفي بجنس أدبي، كما كانت تحتفي بفن القصة القصيرة، ففضلا عن الدوريات التي كانت علي مدي عقود عديدة تتخصص في نشر القصص القصيرة بشكل أساسي، مثل المجلات التي كان يصدرها محمود كامل المحامي تحت عناوين ال"20 قصة"وال"10 قصص"، ثم مجلة "الرواية"، ثم مجلة "قصص للجميع"، ثم "القصة"، كانت المجلات الثقافية والسياسية تنشر في كل عدد قصة، وهذا كان تقليدا قديما، وشبه ثابت، فمجلتا البلاغ والسياسة الأسبوعية كانتا تفعلان ذلك ، وكانتا تهتمان بشكل رئيسي بترجمة الأدب الروسي والانجليزي والفرنسي، وكان محمد السباعي يترجم قصصا لمجلة "البلاغ الأسبوعي"، وكان محمد عبدالله عنان يترجم لمجلة "السياسة الأسبوعية"، وذلك في عقد العشرينيات، وكانت الصحيفتان تنشر قصصا لمحمود تيمور وعباس حافظ وغيرهم، وعندما تأسست مجلة "الرسالة" لأحمد حسن الزيات عام 1933، أصبحت رافدا مهما في نشر القصص، فراحت تنشر لطه حسين وتوفيق الحكيم وابراهيم المازني ومحمود تيمور وسهير القلماوي وآخرين، وكذلك مجلة "مجلتي" لأحمد الصاوي محمد ، والتي تأسست عام 1936، اهتمت أكثر بنشرالقصص المصرية والأجنبية، بل أنشأت مسابقة للقصة، وتكونت لجنة مهمة من طه حسين ومحمد حسين هيكل ومحمود تيمور وتوفيق الحكيم للتحكيم في تلك المسابقة، وقدّرت مكافأة الجائزة الأولي تصل إلي خمسين جنيها، وساعدت تلك الجائزة علي ترويج هذا النوع من الكتابة، وكانت المجلة تنشر بعضا من القصص المرشحة للفوز، ثم جاءت مجلة "الثقافة"، والتي أسسها أحمد أمين عام 1939، ورغم هاجسها الفكري والسياسي، إلا أنها لم تترك ذلك التقليد الذي كان يلقي قبولا عند القراء، وهو نشر القصص القصيرة. هذا بالإضافة إلي الصحف والمجلات، والتي كانت كثيرة جدا، مثل مجلات "الاثنين والدنيا ومسامرات الجيب والمصور وآخر ساعة والكتاب والكاتب المصري والمقنطف والمجلة الجديدة "، وصحف "الأخبار وأخبار اليوم والأهرام والجهاد ومنبر الشرق والشعب والزمان والمصري"، كل هذه الصحف والمجلات كانت تنشر قصصا لكتّاب شباب وشيوخ، وإن كانت المجلات والصحف الكبري كانت تنشر للكتاب المشهورين أو المعروفين بنسب كبيرة. وبالطبع كان بعض هؤلاء يقدم كتابة متطورة إلي حد بعيد في القصة القصيرة، ولم يكن هذا البعض قليلا، وهنا أختار نموذجين بارزين في هذا المجال، الأول وهو الكاتب صلاح ذهني، والذي أصدر مجموعته القصصية الأولي تحت عنوان "الدرجة الثامنة" عام 1936، وكتب لها مقدمة حذرة توفيق الحكيم، مقدمة لا تؤخر ولا تقدم، ولكن المجموعة أحدثت بعضا من الصدي، ولكن كان لا بد أن يصدر مجموعته الثانية وهي "رئيس التحرير" عام 1938، والتي قدم له الشاعر ابراهيم ناجي، وتدلنا مقدمة ابراهيم ناجي علي اهتمام هذا الشاعر الكبير بفن القصة، وجدير بالذكر أنه كان يكتب القصة كذلك، بل إنه ترأس تحرير مجلة القصة فيما بعد، يقول ناجي في تقديمه :"دعاني لكتابة هذه المقدمة أمران : الأول أن لي مع مؤلف هذا الكتاب قصة لا يعرفها هو، وهي قصة تعارفي بدون أن أراه وكيف كانت، ولي شغف شخصي بالقصة القصيرة، وأنا أعني بجمع أحسن القصص العالمية، وعندي اليوم مجموعة كبيرة منها، ولذلك كنت دائما أتتبع وأقرأ كل القصص التي تكتب في مصر والشرق، ولم تفتني مجلة ولا جريدة من أرقاها إلي أسخفها، وقد كنت أقرأ في أرقي المجلات سخفا شنيعا وأعثر في أسخف المجلات علي قصص تدل علي عبقرية مدفونة مجهولة، فكنت آسف لهذا كل الأسف، وأري أننا في مصر عبّاد أصنام، يكفي توقيع الرجل المشهور لنشر القصة ولو كانت بالغة في السخافة، ولا تكفي عبقرية الكاتب المجهول من ناحية أخري، تلك أن فيما يكتبون نواة النبوغ، وإشراقة الذكاء اللماح ولكنها عبقرية محتاجة إلي الذي يظهرها بالإرشاد والتشجيع، وكم من كاتب صغير جدا كنت أقرأ له في أضعف المجلات وأتتبع تطوره بشغف، فإذا به يختفي فجأة، فأقيم له مناحة في خاطري وأنعيه لنفسي وأنا أعلم حق العلم لماذا اختفي، وأدرك العوامل التي تقبر مثل هذا النجم..لابد للناشئ الموهوب من أن يشق طريقه بالديناميت علي حد تعبير صديقنا الكبير العقاد، لا بد للمجدد من محاربة الرجعية المتأصلة ولا بد للأديب الذي يعرف مقدار نفسه من التذلل وإحناء الرأس لكي تتفضل المجلة أو الجريدة بنشر مقاله"!!، ويسترسل ناجي في مقدمته، ويثني بطريقة نقدية واضحة، مرحبا ترحيبا شديدا بدخول هذا الكاتب الشاب إلي عالم القصة القصيرة. ويصدر بعد ذلك مجموعة من المجموعات القصصية القصيرة، ضحكات إبليس ، وذات مساء، والكأس السابعة، وأقوي من الحب، ثم وجاء الخريف، وله دراستان ، الأولي فكرية، وهي تحت عنوان "المثل العليا"، أما الثانية فهي تحت عنوان "مصر بين الاحتلال والثورة"، وهي دراسة في غاية الأهمية، وقد صدرت عام 1942، وقدم له المستشرق العلامة ه.أ.ر.جيب، وهذا المستشرق له دراسات مهمة في التعريف بالأدب العربي، خاصة في القصة والرواية، وله كتابات بالعربية نشرتها له مجلة الرسالة، وجاء الإهداء الذي كتبه ذهني "إلي روح مصر في عهدي الاستعباد والحرية"، ويقصد بالحرية، ما اعتقده البعض بعد معاهدة 1936، والتي أثني عليها غالبية الكتاب والمفكرين المصريين مثل طه حسين وتوفيق الحكيم وأحمد لطفي السيد، قبل أن يتضح عوارها عند التطبيق، وفي تقديمه الذي جاء علي هيئة رسالة يوجهها جيب إلي ذهني، فيقول :"مصر في 20 يناير 1939 حضرة الصديق الفاضل صلاح الدين ذهني ..لطالما كنت أتمني أن يتصدي بعض المشتغلين بالأدب المصري الحديث إلي تحليل بعض آثاره أو ما صدر منه في عصر من عصوره من الوجهة الاجتماعية، حتي يوقفنا علي الآراء ومذاهب التفكير السائدة فيه، ويصوّر لنا نفسية المفكرين والشعب في ذلك العصر ، ورد الفعل عندهم مما حدث فيه من الطوارئ السياسية والاقتصادية والأدبية والاجتماعية، ففي الأدب أصدق مرآة لحياة الشعب وأساليب تفكيره، ولكن مما يثير الدهشة أن هذا الصنف من البحوث الأدبية بقي مهملا في مصر إلي يومنا هذا ..لذلك سررت لما أخبرتني بأنك قد قمت ببحث في هذا الموضوع، وأجبت بالرضي إلي طلبك بأن أقرأ ملازمه المطبوعة وأن أبدي لك برأيي فيه، لا سيما وقد اشترطت عليّ أن أشير بصراحة إلي مواضع الانتقاد فيه"، وبالطبع يناقش جيب الكتاب في كافة أطروحاته، ويبرز أهمية النقاط التي يضعها الكتاب محورا للمناقشة، وهو كتاب لا غني عنه في التعرف علي المرحلة التي يتعرض لها، خاصة أنه يناقش روايتين علي مدي الكتاب كله، الأولي هي "حديث عيسي بن هشّام" للمويلحي ، والثانية هي "عودة الروح " لتوفيق الحكيم، ويقف ذهني عند محطات كثيرة لربط تطور المجتمع المصري، ومرآته الواضحة والجدلية في الروايتين. ولد صلاح الدين ذهني عام 1910، ورحل عام 1953، بعد أن ترك لنا تراثا قصصيا ونقديا في غاية الأهمية، وأعدت عنه مجلة "الرسالة الجديدة" ملفا عام 1954، وكتبت عنه بعض الدراسات، كما أن نادي القصة أصدر كتابا قصصيا أهدي إليه في ذكري رحيله الثالثة، وقدمه يوسف السباعي، وشارك في الكتاب مجموعة واسعة من الكتاب، منهم إحسان عبد القدوس ومصطفي محمود ويحيي حقي ويوسف ادريس ويوسف جوهر ويوسف الشاروني وغيرهم، ولأن هذا الكاتب جاء في عصر يضج بمواهب قصصية كثيرة وصاخبة ومتنوعة، فلم ينتبه له أحد فيما بعد، علي الرغم من أهمية قصصه، وبالطبع فقراءة تاريخ القصة القصيرة بدونه، سيكون ناقصا بامتياز، وأعتقد منذ بداية عقد الستينيات لم تعد سيرته تأتي ، لأن النقد الأيديولوجي والمنحاز، أسقط كثيرا من تاريخ القصة في مصر. أما الكاتب الثاني، والذي كان تمهيدا للقصة الواقعية بدرجة عالية، هو الكاتب محمود البدوي، وأنا أعتبره من كتّاب الحرب العالمية الثانية، مثله مثل سعد مكاوي وأمين ريان وأمين يوسف غراب ويوسف جوهر وآخرين، ويكفي أن نقرأ شهادة صادقة ومخلصة للكاتب والشاعر والأديب عبد الرحمن الشرقاوي، وذلك في صدر مجموعته القصصية للشرقاوي "أحلام صغيرة"، والتي صدرت في فبراير عام 1956، ويتحدث الشرقاوي عن الأثر الذي تركته كتابات المويلحي ومحمد تيمور ومحمد السباعي وآخرين، ثم يقول :"حتي أشرقت تجربة محمود البدوي، تضئ أمام العين والفكر والقلب كثيرا من آفاق حياتنا المصرية المعاصرة، وشعت من كلماته الصادقة تلك الحرارة الحلوة التي تعطي الدفء والنبض لكثير من الأشياء الصغيرة التافهة !.." ، وبعد ذلك يهدي الشرقاوي مجموعته هذه "إلي محمود البدوي، الكاتب الجسور، الذي علمني منذ نشر مجموعته "رجل" في سنة 1935، كيف أحب حياة الناس البسطاء، وكيف أهتز لما فيها من روعة وعمق وشعر..إلي محمود البدوي..وإلي كل هؤلاء الذين يعملون بأمانة علي إثراء تجربة التعبير في مصر«. وبالفعل كان محمود البدوي هو أحد هؤلاء الفرسان، الذين جدّدوا في شكل الكتابة القصصية، كما أنه كان ضالعا في القصة النفسية بجدارة، إذ أنه قد التقي بفرويد في بلاده، وأدار معه حوارا طويلا، ودرسه دراسة وافية وشاملة، ولأن البدوي كان مبدعا كبيرا، فقدرته علي ممارسة فن الكتابة دون إبراز أي نتوءات تعمل علي تعويق عملية القراءة، ووصلت كتاباته إلي قمتها في مجموعتي "غرفة علي السطوح"و"الأعرج في الميدان"، وكان البدوي مشغولا بأثر الحرب العالمية الثانية علي البشر،و علي المصريين عموما في كافة طبقاتهم وفئاتهم ووظائفهم ، وكان مشغولا بدرجات ومستويات المشاعر التي تشوهت تماما أثناء تلك الحرب التي وجدت مصر نفسها فيها بكل مقدراتها، رغم أنها ليست شريكة، فمجرد أن انجلترا هي التي تهيمن علي البلاد، فاستخدمت مصر محمية لها، واستخدمت البشر والحجر ستارا لها، من هنا انطلقت كتابات البدوي لتدين تلك الحرب الهمجية والبغيضة، والي أفسدت البنية النفسية والاجتماعية للناس، تخيّل أن رجلا قرعت صفارة الإنذار، وهو في الطريق العام، وقبل أن يصل إلي منزله، وكان قبالته امرأة تسير في شبه سلام، ولم يجد بطل القصة إلا أن يستضيف المرأة إلي بيته، وبالتالي أدخلها المنزل، و وقف هو في الخارج حتي لا تستريب منه، ولكن قرع الصفارة يزداد، فيدخل ليجد نفسه أمامها، وهنا يعمل العامل التحليلي عند محمود البدوي ، فهو يضع شخصياته طوال الوقت أمام مواقف نوعية وحادة، ويبدأ في تحليلها ومعالجة كافة الأمور التي تواجه تلك الشخصيات، والمشاعر المتغيرة إزاء الحب والخوف والكره وكل تلك الأمور الانسانية، بل المكوّنات الأساسية للبناء الانساني. هذان نموذجان علي سبيل المثال، لا يذكرهما يوسف ادريس ونقاده، مثلما فعل الشرقاوي، بل بالعكس فكانت مقولات المحو والإلغاء تعمل بقوة، كما كانت تعمل في السياسة، ومن هنا كان يتم استبعاد ثورة 1919 بكل مافيها من عظائم الأمور، حتي تكون ثورة 1952 هي المثال الأروع والأعظم والأجل، ويتم استبعاد سعد زغلول ومصطفي النحاس ومكرم عبيد، حتي يتم تمجيد جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسين الشافعي، وهذا يسم تلك المرحلة بحالة من حالات الاستبعاد، وذلك لحساب الأيديولوجيات التي كانت سائدة، وللأسف يعمل الجميع علي تمجيد اللحظات الحاضرة، علي حساب اللحظات التاريخية الماضية، وكم قرأنا لآلاف المرات بأن ثورة 25 يناير من أروع الثورات في التاريخ، وبعد ذلك يبدأ الناس في مراجعة حساباتهم، وهذا ليس تقليلا من شأن الثورة، ولكننا لا نتحري الموضوعية ، لذلك ذهبت أسماء وقامات كثيرة، في ظل مناخات إقصائية بجدارة،وقراءات استبعادية بامتياز،ومهما قلنا وأعدنا حول الإلحاح علي إعادة قراءة التاريخ الثقافي والسياسي والفكري، في حياد تام، والحياد ليس معجزة إن أراده أحد. من هنا علينا أولا إجراء مسح شامل لتراثنا المهدور والمغدور والمستبعد، حتي يمكن قراءته، وحتي لا تضيع الوثائق، في ظل عمليات الانتقام التاريخي المعهودة دوما.