سيد المراغى كاتب ومبدع من أبناء صعيد مصر، من مواليد مركز المراغة محافظة سوهاج، عشق الأدب والكتابة منذ كان في السابعة من عمره، تنبأ له أساتذته بأن يكون له شأن كبير مستقبلا. حصل علي المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة علي مستوي طلاب الجمهورية عام 1956 وكان وقتها في الحادية عشر، وتسلم جائزته من وزير التعليم؛ حيث كان حينها السيد كمال الدين حسين، والذي ذهب خصيصا لمدرسته لتشجيعه. نزح من سوهاج إلي أسيوط والتحق بمدرسة الزراعة وحصل علي دبلوم الزراعة عام 1964، واستمر طوال هذه الفترة يتواصل مع الصحف المصرية والعربية والتي نشرت له العديد من القصص القصيرة والقصائد الشعرية القصيرة أيضا. أصيب بالاكتئاب الشديد بعد نكسة عام 1967 وسافر إلي خارج مصر ولم يستقر في مكان، فتنقل من لبنان إلي اليونان وفرنسا والولايات المتحدة، وصولا إلي الجزائر، وقد أتي بين فترة وأخري إلي مصر في زيارات قصيرة، حتي عاد إليها نهائيا عام 1977، وشارك في المظاهرات التي اجتاحت شوارع مصر وقتها وتم اعتقاله مع المئات لفترة قصيرة. طوال الفترة السابقة لم يتوقف عن الكتابة ولكنه لم ينشر أي من أعماله، عاد واستأنف نشاطه بعد أن استقر في القاهرة ونشرت أعماله في الصحف والمجلات المصرية، كالأهرام والمساء وروزاليوسف وصباح الخير والهلال وحريتي وأخبار الأدب والأخاء اللبنانية والعربي الكويتية والبيان الإماراتية وغيرها. لم يهتم كثيرا بجمع قصصه ونشرها في مجموعات قصصية حتي عام 1990، عندما صدرت مجموعته الأولي "ليلة تواري فيها القمر"، وفي ذات العام حصلت قصة "سعد وعزيزة والحب" - إحدي قصص المجموعة - علي جائزة نادي القصة. خلال الفترة التالية بدأت الأجواء الأدبية في مصر تعتمد علي العلاقات الشخصية التي لم يجدها، بل ولم يحاول أن يستغل علاقته بصديق ليحقق أي مكاسب مادية أو أدبية، وهرب من القاهرة إلي مدينة السادات، حتي المدن الجديدة لتعمير الصحراء واستغلال دراساته وخبراته الزراعية، ولكنه عاني طويلا من فساد هيئة المجتمعات العمرانية وأجهزتها التي أثرت فيه كثيرا وأجهدته، ولم توفر الأجواء التي كان يتوقعها حتي يعبر عن إمكانياته الإبداعية. ورغم هذا لم يتوقف قط عن كتابة القصص القصيرة، وأصدر علي حسابه الشخصي مجموعتي "أحلام عائلة مجنونة" و"هناء والأريكة الخالية"، ثم اتجه في نهاية القرن الماضي إلي الكتابة للتليفزيون، ولكنه واجه ذات العقبات التي لاقاها في نشر الكتب مع قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون، فرغم حصوله علي موافقة لإنتاج خمسة من أعماله بعد موافقة الرقابة، ومنها "سعد والأيام"، "هند والزمن الصعب "، بالإضافة إلي تعاقدهم معه علي إنتاج مسلسل "سعد وعزيزة والحب"، الذي أشاد به الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وأكد له في مكالمة هاتفية أنه لم يقرأ سيناريو أروع من هذا منذ سنوات. وبعد معاناة مع هيئة الكتاب لما يقرب من 7 سنوات، صدرت له مجموعته القصصية "سعد وعزيزة والحب " عام 2008، كما صدرت له مجموعة أخري بعنوان "تقاسيم علي إيقاع الزمن" في العام التالي عن اتحاد الكتاب؛ الذي انتسب إليه في مطلع التسعينيات، وله مجموعة أخري بهيئة الكتاب تحمل عنوان "صورة ضاحكة.. وسطر كلام" منذ سنوات ولم تريا النور بعد. اختار العزلة والابتعاد عن الوسط الأدبي والفني في السنوات الأخيرة بعدما شعر بأن الأجواء تصاعدت أكثر وباتت غير ملائمة له، عبر عن ذلك في بعض الخواطر التي كتبها ولكنه آثر أن يحتفظ بها في محيط أسرته، وفي إحداها عبر عن مخاوفه من الانحدار الفكري والثقافي الشديد الذي لمسه من ستينيات القرن الماضي وحتي الآن.