ساق على ساق،
يدان من تراويح الورد.
الحب جالسا فى مقهى الماضى
يرشف الظلال من كوب شفيف،
بمزاجِ عاشق
يدخن الشيشة.
وحيد كما عهدناه.
وجه جامع لعصافير.
فى جيب سترته
رسالة على نبض منديل.
ذلك السياج الخشبى
صار أشجارا،
أغصان أزهرت
من طاولتنا ذات الجذور (...)
لطالما أحببت الرسم على أوراق بحجم البطاقات البريدية، وكأن لوحاتى صفحات مستعارة من وردة أو من كراسة طفل، لفرط ما تربك روحى وألوانى المساحات الواسعة من الأبيض. الجدارية، مثلا، تدهشنى وترهبنى فى آن. لا أستوعب أبدا كيف يرسم البعض ما تعجز أذرعهم عن (...)
كثيرا ما نسمع، من كبار السنّ تحديدا، أهل البركة وأصحابها الطيّبين، أنّ أيّامهم كانت أيّام بركة، وأنّ كلّ شىء كان، ذات زمن لم نعاصره، بالبركة: الرزق والإنجاب والأمان. حتّى شفاء الأفراد والأوطان من أمراض العالم.
نحن أنفسنا، حتّى فترة قريبة، كنّا (...)
أخرج اليوم عن السياق النثريّ لمقالى، بمقطعين من قصيدة طويلة، ما زالت مسوّدتها دافئة فى دفترى. القصيدة بعنوان «ورد بلديّ لشارع حزين»، وهى من القاهرة وإليها. بعضها ذكريات أحلى العمر، وكثيرها أمل، وخيبة أمل الثورة.
أنحاز إلى الشعر الذى، على الرغم من (...)
هل أحببتُ القاهرة، أم قاهرة التسعينيات بالتحديد؟ والذين أحبوها فى العشرينيات أو الخمسينيات، وغير ذلك من أزمنتها الزاهية، هل أحبوا المدينة كمكان على خارطة وكوكب، أم أحبوا شبابهم وحقبتهم الوردية على أرضها وفى فضاءاتها، ثم حزموا حقائبهم ورحلوا؟
من (...)
هل يستقيم، دونما عدل، ميزان؟ ألا تطيّر الكفّة المثقلة بحمول، تلقائيّا، ما يوازيها من خفّة، واستخفاف بما تنوء تحت أعبائه الكفّة الأخرى؟ ألا يتناثر ما لا يشكّل وزنا حقيقيّا على وجود؟ كذلك الأرض وما يقوم عليها، ومن يقيم عليها. فحيثما تنهمر دمعة مظلوم، (...)
هل أتلفت الألوان بلادنا؟ أيعقل أن يكون قوس قزح أداة تخريب؟ كيف للطيف الذى بطبيعته يبهج، أن يغيّم هكذا على ملامح منطقة بأكملها؟ وكيف لنا بأن نرمى لوحات نسكنها؟
هى مفارقة فريدة من نوعها، تنافى المنطق، ولولا أنّنا بحاسّة البصر ندركها، لما صدّقتها (...)
رتب التعريفات التالية، حسب أهميتها لديك:
إنسانيتك
قوميتك
جنسيتك
ديانتك
هى لعبة بسيطة، كنّا نلعبها، رفاق مدرستى وأنا، أثناء سنوات مراهقتنا. هى لعبة بسيطة للوهلة الأولى، لكنّ العتبة هنا خادعة. ما إن يطأها الشخص، والعربى بشكل خاص، حتى لو كان (...)
فى أمّة من ملايين الأمّيّين كأمّتنا، لمن يكتب الشعراء المعاصرون؟ والأدباء والمفكّرون وكتّاب المقال؟ والمدوّنون الشباب؟ والمتحمّسون لفضاءات مستحدثة مثل فيس بوك وتويتر؟ فعليّا، من الذى يقرأ لنا؟
أحقّا نكتب لجميع الناس؟ وإن كان الأمر كما نأمل وندّعى، (...)
اسمحوا لى أن أستهّل مقال هذا الأسبوع بقصيدةٍ «معلّقة» من أجمل ما كتب الشاعر الفرنسى آرتور ريمبو (1854-1891)، والذى يُكتب اسمه فى أغلب الترجمات العربيّة آرثر رامبو على نحو خاطئ، ربّما لأنّه يُترجم، فى معظم الأحيان، عن الإنجليزيّة.
عنوان القصيدة: (...)
الكتابة عن الحياة بصيغة الماضى شرخ فى جوهر الحياة، سواء كانت المرثية لإنسان أو مكان ما أو مرحلة سالفة، أو.. مجرّد لشجرة فى شارع.
مثل هذه الكتابة أقل من ظل، فالظلال بطبيعتها تتقدّمنا. ولندع جانبا عيش الحياة بصيغة الماضى، فالخوض فى مثل هذا الأمر (...)
للأسف، لم أقرأ، بجديّة وعمق، للأديب طه حسين (1889-1973) إلّا منذ سنوات قليلة. مع أنّ ميلادى تلا منجزه المكتمل بوفاته، بعام. كيف يهمل المحظوظون، هكذا، الجواهر التى فى متناول أيديهم؟
قرأت له، فى الماضى، روايته الشهيرة (سيرته الذاتيّة) «الأيّام»، (...)
ليست غايتى من هذه السطور مدح مصر، وإن كانت تستحقّ منّى، ومن الملايين الذين رضعوا من حليبها وانطلقوا بدفعة حانية من نيلها نحو أنهار أحلامهم (سواء كانوا يحملون جنسيّتها أو يعتتنقون هالة من هويّتها)، ما هو أكثر الحبّ والإمتنان.
•••
يُطلق على هذا (...)
هذه الأحصنة الخشبيّة، النديّة الملوّنة وكأنّها نُحتت وطليت للتوّ، أعرفها منذ طفولتى. كم كبرتُ! وهى لا تهرم. كم من مرّة، طيلة السنوات التى بيننا، صبغت ورمّمت كى تبقى على بريقها القديم، تدهش الأطفال جيلا تلو الآخر؟ هنا باريس. باريس التى تتطوّر، ولا (...)