أكد السفير الفلسطينى بالقاهرة نبيل عمرو، أن هناك توجهاً حقيقياً من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن لتشكيل حكومة تباشر القضايا الفلسطينية، وتستعد لعملية إعمار غزة والتحضير للانتخابات القادمة، وأن هذه القضية ستتصدر أجندة اللقاء الذى سيعقد غداً الأربعاء بين الرئيس مبارك وأبو مازن. ونفى أن تكون الزيارة تهدف إلى الحصول على تأييد مصرى لتكوين حكومة برئاسة سلام فياض، حيث اعتبر عمرو أن تشكيل حكومة فلسطينية شأن داخلى والقرار الأول والآخير سيكون لأبو مازن. وقلل عمرو من دعوة حماس لتشكيل حكومة فى غزة قائلاً، "نحن لا ننتبه لما يفعلون فى حماس، فكل ما يقومون به منذ اليوم الأول للانقلاب فى 2007 غير شرعى". كما رفض عمرو الربط بين تكوين الحكومة الفلسطينية وسير الحوار الوطنى الفلسطينى فى القاهرة، وقال "كل يسير فى طريقه"، مشيراً إلى أن الفرصة مازالت متاحه لإيجاد حلول والتوصل إلى اتفاق بين الفصائل. وأكد عمرو، أن حركة فتح لا تعترض أبدا على مشاركة حماس لها فى حكومة توافق وطنى إذا توصل الحوار الفلسطينى إلى ذلك، كاشفاً عن أن أبو مازن عرض عليهم منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى على غزة أن يشاركوه فى اتخاذ القرار ومواجهة الأزمة، إلا أن حماس اعتذرت وفضلت أن تواجه وحدها، وقال إن كل ما يتمناه الفلسطينيون هو حكومة ترفع عنهم العبء وتقوم بفك الحصار وتيسر عملية إعمار غزة. ورفض السفير الفلسطينى بالقاهرة أى تلميحات عن انصياع حركة فتح لما تطالب به الإدراة الأمريكية فى أمر حماس، ودلل على ذلك بأنها كانت متحفظه على حوار فتح مع حماس وتحفظت سابقا على مشاركتهم فى قمة دمشق وتوقيع اتفاق مكه، مشيراً إلى أن الحكومة السابقة انتهت بانقلاب حماس وليس بدعوه من أمريكا. وشن عمرو هجوماً على ما تردد عن نقل مكاتب حماس إلى طهران، مؤكداً أن حماس لن تجد الأمن خارج الشرعية الفلسطينية، لأن أى مكان آخر معرض للاهتزاز، وكل دولة تعمل لحساب مصالحها الشخصية وأهدافها وإذا تعارضت مصالح هذه الدولة مع تواجد حماس على أرضها فستتخلى عنها. كما نفى عمرو انعقاد قمة ثلاثية "مصرية – فلسطينية – أردنية" كما تردد، مشيراً إلى أن لقاء الغد سيقتصر على الرئيس مبارك، وأن الأجندة المطروحة للمناقشة ستتضمن التنسيق معه فى القضايا الفلسطينية قبل زيارة أبو مازن المرتقبه لواشنطن، وقال إن الرئيس الفلسطينى يهدف من هذه الزيارة إلى كسر جمود عملية السلام وإيجاد صيغة مناسبة لتجديد المفاوضات واساسها موافقة اسرائيل على حل الدولتين وقبولها بمبادرة السلام العربية كأساس للسلام ووقف الاستيطان فى القدس، وأضاف أن أبو مازن سيعيد طرح أمر استضافة مصر للمؤتمر السادس للحركة مرة أخرى، مؤكداً أنه رغم استمرار مشكلة مكان انعقاد المؤتمر، إلا أن الحركة لن تتنازل عن عقده فى النصف الأول من هذا العام. وعن مطالبات نتانياهو باعترافهم بيهودية الدولة لاستكمال المفاوضات أكد عمرو، أن هذا أمر مستحيل واعتبره نوعاً من التعجيز والهروب من إمكانية التفاوض الجدى حول القضية الفلسطينية. واستنكر عمرو مايقوم به الإسرائيليون من انتهاكات بالقدس ومحاولات تهويده، مؤكداً أن القدس ليس قضيه فلسطينية، بل قضية عربية إسلامية مسيحية دولية، وطالب بضرورة تقديم دعم حقيقى للشعب الفلسطينى بإنشاء المدارس والمستشفيات والمؤسسات والمرافق حتى يتمكن من مواصلة صموده أمام الانتهاكات، كما دعا للضغط على إسرائيل للتوقف عن انتهاكاتها وتدويل القضية.