من وقت كتير كده هو مش كتير أوى من أربع سنين كده بدأ الشعب المصرى يلاحظ تحضير الحكومة لجمال مبارك للترشح لرئاسة الجمهورية، وكنت بمشى فى الشارع ألاقى الحاج إبراهيم بتاع الخضار معلق يافطة وكاتب عليها جمال مرشح الشعب وجنبيه عم داوود القهوجى يقولك جمال اختيار الشباب ويفط ملت الشوارع وبالذات عندنا فى إسكندرية على البحر وساعتها كنا معترضين بس مش عارفين نعمل حاجة علشان لازم الاعتراض ييجى بالإجماع زى موافقة فتحى سرور بالظبط وطبعا أى كلام هتقوله ساعتها حيقولك دى رغبات الناس وهما اللى بيعلقوا وإحنا مالنا المهم عدت سنة 2009 وعلمنا حينها أننا أمام محاولة توريث. وجاءت سنة 2010 وفى آخر السنة كانت انتخابات مجلس الشعب لاحظنا لتانى مرة كمية تزوير رهيبة فى الانتخابات وعلمنا برضه لتانى مرة كانوا عايزين يسقطوا الإخوان الفصيل المعارض القوى الوحيد أيامها وبعد ما أسقطوهم سمعنا دعاوى كتير على إن ربنا يخلصنا وربنا يصلح حال البلد أصل مش حيبقى توريث وتزوير كمان. كان فيه واحد من اللى بيدعوا نيته صافية علشان كدة ربنا حققله دعوته ولقينا بشاير ثورة فى تونس. طب إزاى ده حصل، دى تونس زيينا بالظبط؟! قالك فيه واحد هناك اسمه بوعزيزى ولع فى نفسه هناك علشان ظلم الحكومة ليه والناس نزلت عشانه ثم اعتصمت ثم اتقتلت ثم ثورة ثم هروب ثم حرية. تذكرالشعب المصرى حينها أنه عنده واحد زى بوعزيزى بالظبط اسمه خالد سعيد ومات 6/6 /2010 على أيدى الداخلية المجرمين، قولنا خلاص إحنا ننزل يوم 25 يناير 2011 ونتظاهر ضد الداخليه، واحد يأس من حكم مبارك قال "بس دى بلادهم واللى عايزيينه حيكون، كله يهون بس إلا الدم علشان كده لازم نتظاهر ونبين غضبنا بس"، لكن سبحان الله مع مجىء يوم 28 يناير الراجل اللى كان نيته صافية دعا تانى وقال: يا رب دى تبقى ثورة وتنجح، فعلا حصل غير المتوقع الناس نزلت الشارع بمساعدة غباء الحكومة، وقطع الاتصالات وناس ماتت والداخلية انسحبت، إية ده الداخلية انسحبت دى الذراع الأقوى للرئيس مبارك يبقى خلاص مفيش ريس، وهو كده كده كان هيورثها يبقى يسقط مبارك وبعديها بأقل من أسبوعين سقط مبارك. سلم السلطة لناس حبايبه كانوا متربيين معاه فى المدرسة العسكرية قعدوا يبيعوا ويشتروا فى الثورة ويجيبوا شفيق، والشعب لا شيلوا شفيق، يأمنوا مبارك، الشعب لا حاكموا مبارك وفضل الميدان هو كلمة الحق ضد أى قرار مش عاجب الناس ولحد كده كان الشعب فاق. لكن الشعب أغمى عليه مش محتاجة كلام كتير، فقط الشعب أغمى عليه من يوم 19 مارس 2011 من ساعة الاستفتاء على الدستور واحنا اتقسمنا ليبرالى واسلامى واشتراكى وعلمانى ومن ساعتها واحنا مش عارفين نتوحد تانى. شعب اغمى عليه لما بدأ يكفر بعضه، ويخون بعضه ولا يحترم رأى الآخر، شعب اغمى عليه لأنه انشغل بمصالح شخصية ولا يلتفت حتى الآن إلى إسقاط النظام وأسقطنا فقط أشخاصا إحنا قوتنا فى وحدتنا ولو عايزين نفوق ونرجع تانى زى الأول لازم ننسى الشعارات الهدامة ونصحح المفاهيم الغلط، وكل واحد يبقى "مسلم مصرى أو مسيحى مصرى"، ولا إخوان ولا سلف ولا علمانيين ولا اشتراكيين ولا أى كلام من ده، الخير جوانا إلى يوم الدين، ونحن أمة فى رباط إلى أن تقوم الساعة هيا نكبه وحتعدى بس حندفع ثمنها غالى.