"إن جالك القانونى اتمرمغ فى ترابه"، هكذا هى قناعة أغلبية الباعة الجائلين فى منطقة رمسيس على عكس ما يظنه كثير من الناس، حيث أخرج هؤلاء الباعة مواجعهم على لوحات قماشية علقوها فوق كوبرى رمسيس كتبوا عليها سؤالا واحدا (ماذا نفعل؟) وانتظروا الإجابة التى لم تصل لهم حتى الآن. وأكد الباعة الجائلون أن معظمهم بمستويات تعليمية عليا فهنا يقف أصحاب بكالوريوس التجارة والزراعة ودبلومات التجارة والصنايع ممن رفضتهم الوظائف الكبرى أن تستوعبهم فاتجهوا لكسب الرزق عن طريق "الفرشة" بالشارع، مصرين على شعار واحد هو "حناكلها بالحلال مهما حصل". وقال فادى محمد، الصبى الذى أتم عامه السابع عشر للتو والمسئول عن فرشة للحقائب والإكسسوار، فى حواره مع اليوم السابع: "أنا هنا منذ شهرين فقط بعد أن أتممت دراستى فى الدبلوم وبالطبع لم أجد وظيفة فنزلت للشارع أبيع وأشترى بالحلال رافضاً السرقة". واستطرد "فادى": "وكما أكلتها بالحلال أريد المشى فى ظل القانون وكل أملى أن تعطينى الحكومة متر فى متر بأى من الجراجات والحدائق المهجورة المحيطة بنا فى رمسيس". ولفت بائع آخر يدعى محمد السيد ومسئول عن فرشة ملابس منذ 15 عاما فى نفس المنطقة قائلا: تمثال رمسيس كان واقف ورانا يا أستاذة دلوقتى الحكومة نقلته وسبيتنا إحنا، مين يقول كده يا ناس، أنا عندى 5 عيال وحاصل على بكالوريوس زراعة، والمنطقة اللى ورانا فاضية ينقلونا ليها ويحددوا مكانا وإحنا راضيين ندفع شهرية 500 جنيه فى المتر بس نعيشها قانونى". بينما قال "ياسر الصعيدى" ذو الأصول القناوية، والذى يقف على فرشة ملابس أيضاً منذ أكثر من 20 سنة حتى الآن: إحنا مش بلطجية – بلهجة صعيدية مميزة – وأنا وأولادى رزقنا وحياتنا من الفرشة دى يعنى أنا حاروح وابنى يجى وتفضل البيوت عمرانة وكل مرادنا متر واحد فى مصر، مش كتير ده يا عالم".