بالرغم من اتهام كثير من المخرجين فى الماضى، وعلى رأسهم المخرج الكبير يوسف شاهين، بالتدخل فى كتابة أفلامه، تحول هذا التدخل الآن إلى ظاهرة بين كثير من المخرجين، ثم انتقلت إلى المؤلفين الذين قام بعضم بتكوين ورش لكتابة السيناريو، وتساءل الكثيرون ما هى الفائدة التى ستعود على الفيلم من اشتراك أكثر من شخص فى كتابته؟ يرى السيناريست محمد حفظى، أنه لا يوجد ما يسمى بورش السيناريو، حيث أشار أنه لا يمتلك مثل هذه الورشة، موضحاً أنه يتبع الأسلوب الهوليوودى فى التعامل مع السيناريو، والذى يتمثل فى تطوير السيناريو المكتوب مقدماً. أضاف حفظى أن الأسلوب المتبع فى هوليوود، والذى يعمل بناءً عليه، هو أن منتج الفيلم بعد أن يقوم بشراء السيناريو من كاتبه الأصلى، له الحق فى إدخال أى تعديلات يراها مناسبة على السيناريو، وقد يصل الأمر إلى إحضار سيناريست آخر لتعديل السيناريو إلى أن يصل المنتج بالسيناريو إلى الكمال من وجهة نظره، وفى النهاية يُكتب السيناريو باسم آخر سيناريست قام بإدخال تعديلات عليه، وليس من حق مؤلف الفيلم الأصلى الاعتراض على ذلك. السيناريست تامر حبيب يرى أن ورش السيناريو شكل من أشكال الكتابة، وأضاف أن كل شكل له إيجابياته وسلبياته، حيث أشار إلى أن الورش التى تتميز بفكر متميز وأسلوب علمى متقن غالباً ما تنجح، أما الورش التى لا تسير طبقاً لهذه الخطوات تقابل بالفشل. من ناحية أخرى أكد حبيب أن هناك بعض الأعمال فى حاجة إلى وجود هذه الورش أثناء كتابتها، مثل مسلسلات الست كوم، وذلك لضمها حلقات طويلة قد تستمر لعدة أجزاء. وعن تجربته فى هذا المجال أشار حبيب إلى أنه خاض تجربة الورشة من خلال مسلسل "خاص جداً" الذى يكتب حالياً، حيث أكد أن ورشته تضم شابين يشاركانه الكتابة بشكل غير مباشر، من خلال جمع بعض البيانات التى يحتاجها البناء الدرامى للعمل. السيناريست هيثم وحيد، أكد أن هذا يختلف من عمل لآخر، وأشار أن فيلم "عسكر وحراميه" الذى كتبه بالاشتراك مع سيد السبكى كان يحتاج إلى شخص يمتلك قدراً كافياً من الخبرة فى الألفاظ والجمل الشعبية التى يفتقر هو لها، والتى يمتلكها سيد السبكى بقدر كافٍ. وأضاف هيثم أنه ما دام هناك إضافة جيدة ستعود على العمل من اشتراك أكثر من شخص فى الكتابة فلم لا؟ لكن فى نفس الوقت لابد من الحفاظ على إطار واحد للفيلم يلتزم به كل المشتركين فى كتابته، موضحاً أن فيلم حفل زفاف الذى يعرض حالياً اشترك فى كتابته مع مخرجه أحمد يسرى، والكاتب حسام حبيب، كما أشار هيثم إلى أن كبار المخرجين مثل الراحل يوسف شاهين كان يشارك فى كتابة أفلامه.
