قالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون، إن الذكرى الثانية لثورة 2011 لمصر مرت، وكان ينبغى لها أن تكون احتفالية للمصرين، لكن العنف الذى شاب هذه الأيام وانتشاره فى الشوارع غير نظرة العالم إلى المصريين، مشيرة إلى أنه منذ عامين وقف العالم فى ذهول لرؤية شعب مصر يأخذ مستقبله بين يديه وينهى عهد حسنى مبارك الذى دام ثلاثين عاما. وأضافت السفيرة فى خطابها مع أعضاء نادى روتارى الإسكندرية، مساء اليوم، أن مصر خطت خطوات كبيرة فى العامين منذ 25 يناير 2011 أولها انتخابات حرة ونزيهة أدت لانتخاب رئيس جديد، على الرغم من الجدل الكبير الذى أثاره سير العملية وحدث استفتاء أيد دستورا جديدا. ولكن فى حين أن الانتخابات والدساتير جزء ضرورى من الديمقراطية، فهى ليست كافية، لكى تستكمل مصر المرحلة الانتقالية المؤدية إلى دولة ديمقراطية حرة، فإنها تحتاج أكثر من ذلك بكثير. وأشارت باترسون إلى أن الديمقراطية تحتاج إلى مجتمع مدنى صحى ونشط، فالمنظمات غير الحكومية تعتبر حيوية - وليس فقط المنظمات غير الحكومية السياسية، ولكن أيضا المنظمات مثل نادى الروتارى الدولى الذى يعمل فى مجالات واسعة النطاق، مؤكدة أن مصر فى حاجة إلى قانون جديد للمنظمات غير الحكومية يوضح دور المجتمع المدنى، والأهم من ذلك أن يحدد عملية واضحة وبسيطة تمكن هذه المنظمات من تسجيل نفسها وتحمى حقوقها. وأكدت باترسون أن مصر تحتاج الآن إلى التركيز على الاحتياجات الاقتصادية الأكثر أهمية للشعب المصرى، مشيرة إلى أن الأرقام فى مصر ترسم صورة قاتمة: احتياطى النقد فى مستوى حرج، ما يقرب من 14 مليار دولار أو قيمة ثلاثة أشهر من الواردات، فى حين أن هذا قد استقر منذ يوليو، وهذا فقط بسبب دفعات منتظمة من النقد من قطر وتركيا، هذه الأرقام لا تأخذ فى الاعتبار مليارات الحكومة المتأخرة لشركات النفط، والأهم من ذلك، أنها لا تسلط الضوء على ما تستورده مصر، والمحددات الرئيسية للاستقرار الاجتماعى. إذا لم تستطع مصر دفع فاتورة الاستيراد، فالناس سوف لا يجدون صعوبة فى الحصول على أجهزة التلفزيون والسيارات فقط، ولكن على البنزين والكهرباء والمواد الغذائية.