الدفاع الجوى فى الحروب هو أهم وأقوى الأسلحة، فهو الذى يحمى كل من يحارب على الأرض، سواء كانوا مشاة، أو مدرعات أو مدفعية، وإذا لم يكن هناك دفاع جوى قوى وفعال، ضاع كل الجيش شذر مذر. مثال على ذلك، فى حرب 67 كانت أول ضربة للعدو الصهيونى أن دمر السلاح الجوى المصرى، وهو لا يزال على الأرض، فضاع كل الجيش قبل أن يحارب وانكشفت السماء واليابسة أمام العدوان الصهيونى، وأصبح الطيران الإسرائيلى يلهو بجنودنا فى سيناء، ويصطادهم كما يتم اصطياد الفراشات، وكانت النتيجة النهائية نكسة كبرى يرى محللون أننا لم نفق من بعض آثارها رغم النصر المتحقق فى أكتوبر 1973 . والإعلام الآن يقوم بدور الدفاع الجوى فى الحرب الدائرة ضد المشروع الإسلامى، فهو يقوم بالتغطية على كل هجوم من أعداء المشروع. فإذا حلت المحكمة الدستورية مجلس الشعب الذى جاء بإرادة الشعب لعدم دستوريته كما يدعون ،(ولا أدرى عن أى دستور يتكلمون؟ هل عن الدستور الذى سقط بنجاح الثورة)، صرخوا وهللوا وصفقوا وتغنوا باستقلال القضاء ونزاهته. وإذا قامت جبهة الخراب (الإنقاذ الوطنى) بافتعال الأزمات تلو الأزمات وشن هجوم تلو هجوم ضد الشرعية فى البلاد، وضد الرئيس، جعلوا منهم أبطالا ووطنيين ومنقذين (وأصبح رجال النظام السابق شرفاء وطنيين). وإذا قام البلطجية بمحاصرة الرئيس فى الاتحادية وبأعمال الشغب والعنف وحرقوا المنشآت والمؤسسات وقطعوا الطرق واعتدوا على الناس، جعل منهم الإعلام ثوارا وأبطالا.. وهكذا يقوم بعض وسائل الإعلام من خلال قلب الحقائق والوقائع وتضليل الناس والتزييف والتزوير والكذب، بدور الدفاع الجوى. لذا لو أراد أنصار المشروع الإسلامى الانتصار فى هذه المعركة، فعليهم أن يتبعوا التكتيك الحربى المناسب، ويدمروا الدفاع الجوى لعدوهم، وبعدها لن يجد أعداء المشروع الإسلامى أى تغطية لحربهم وهجومهم المتواصل.. ومن ثم يصابون بالنكسة.