قال الشاعر جمال بخيت، إن أزمة الجنيه بدأت بشكل عنيف عندما حاولت مصر الخروج من مشروع الهيمنة الغربية، فضرب الغرب محاولتها للتنمية الذاتية من خلال حرب 67، وعندما حققنا الانتصار فى 73 فوجئنا بأن 99% من أوراق الحل الاقتصادى فى أيدى أمريكا، وأصبحت مصر بلا إرادة وتابعة لأمريكا، وكان المطلوب منها أن تعيش فى حالة من المرض الدائم، لا تموت ولا تقوى ولا تمارس دورها. جاء ذلك خلال المناظرة التى عقدت مساء أمس على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والأربعين، والتى كانت بعنوان "أزمة الجنيه المصرى". وأضاف بخيت، أن مصر مازلت تملك قوة ناعمة فى عمل الأفلام والمسلسلات، وهذا مسموح لنا به، ولكن غير مسموح لنا أن يكون لدينا علم أو اختراع أو صناعة أو زراعة كل هذا تم تدميره فى العهود السابقة. وتابع: فى نهاية السبعينيات كتبت قصيدة، سببها أنه تم إصدار قرار بشأن دفع جزء من الجمارك على السلع المستوردة بالدولار، وهذا أدى إلى زيادة الطلب على الدولار، مما تسبب فى زيادة سعره ليصل 80 قرشا، وكتبت القصيدة وقلت إنها لن تكون لها قيمة بعد فترة، لأن الحال الاقتصادى سيتحسن، ولكن لم يحدث وإن كنت أتمنى أن تموت القصيدة والجنيه يعيش. وحذر بخيت من محاولة فئة بعينها الاستئثار بالوطن، خاصة إن كانوا غير قادرين على إدارة الوطن كما يقول قادتهم. وألقى بخيت القصيدة التى كتبها حول أزمة الجنيه وانحنائه أمام الدولار وجاءت بعنوان "مات الجنيه" وهى بمثابة رثاء للجنيه المصرى، ويقول فيها: مات الجنيه وألف رحمة ونور عليه فقيد بنوك القاهرة أخو ريال والد دراهم والبرايز والشلن وجد فلس ونسيب لعائلة الدينار التحقيقات ف المركزى بتقول دى موتة ربنا والشائعات بتقول: غلط دا انتحار الأمر جد ما فيش هزار مات الجنيه وألف رحمة ونور عليه كان الفقيد راجل شديد وكان زمان بيجيب دهب ويشيل حديد و فى آخر العمر المديد سموه: حمام لأنه كان بيطير أوام لكن سقط من غير وداع من غير كلام مات الجنيه وألف رحمة ونور عليه ننعيه إليكم بينما نتمنى للسيد دولار طول البقاء والانتشار ف جميع بوتيكات البلد ف جميع محلات اللعب وف كل أسواق الخضار ننعى الجنيه لكل من يهفو إليه من الجماعة المفلسين والمفلسات وألف رحمة ونور عليه ولا عزاء للمليمات