ضربة الرأس الأخضر تؤلم أسود الأطلسى .. وغضب الحاج روراوة لم ينقذ الجزائر دموع الأمل فى عيون مدرب أثيوبيا.. تكشف الواقع الكروى العربى " بول بون" مدرب بوركينا.. تعلم درس الجوهرى "98" توجو أديبايور تسعى للعب مع الكبار.. ونجوم أفارقة يمثلون الحاضر.. الغائب.. فى بلاد الماس والمجوهرات انتهت مباريات الدور الأول فى بطولة أمم أفريقيا رقم "29".. بجنوب أفريقيا بخروج 8 منتخبات هى زامبيا حامل اللقب وأثيوبيا صاحبه المشاركة، التى طال انتظارها منذ عام 1976، وأنجولا التى نعرفها من خلال فلافيو وجلبيرتو لاعب الأهلى السابق، والكونفو كنشاسا ورثيه "زائير" التى انتزعت أمم أفريقيا عام "74ط فى القاهرة، والنيجر التى كانت لأن تصبح ضمن مغامرات القارة السمراء. أما عن العرب فحدث.. ولا حرج.. فمن لم يخرج من التصفيات مثلما الحال مع الفراعنة، وأجل خروجه ليكون من جنوب أفريقيا.. ورأينا كيف خرج الثلاثى العربى الأفريقى الجزائر.. وتونس .. والمغرب.. وهو بكل المقاييس خروج مهين! المدهش أن الخروج الثلاثى العربى يعطى نفس الطابع العربى خلصنا الله منه- قولوا أمين- فرأينا مساندة غير عاية من حكام البشماوى التونسى رئيس لجنة الحكام الأفريقية.. وتقدم أعضاء فى البرمان المغربى باستجواب لوزير الرياضة حول خروج المغرب، بالإضافة، إلى ضغوط الحاج روراوة، عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد الأفريقى "الكاف".. ورئيس اتحاد الكرة فى بلاده وكيف كان يدلى بتصريحات غاضبة ضد التحكيم الأفريقى، لكنها وكعادة العضب العربى ذهبت سدى.. لأن الكرة لا تعترف إلا ببذل الجهد والعطاء! أما الدول ال "8" التى صعدت فجاء على رأسها "الرأس الخضر" تلك الدويلة نصغير دولة التى قدمت كرة القدم قدم شجاعة أثبتت من خلالها أنها كانت تستحق الصعود على حساب أسود الكاميرون العجائز! نيجيريا وصعود شبه منطقى اعتمد على التاريخ أكثر من الأداء، وكوت دى يفوار، التى يحلم جيلها الذهبى الممزوج بشباب يقودهم دروجبا ويايا توريه وجيرفينيو وهم ثلاثى محروم حتى الآن من الفوز بالكأس الأفريقية رغم وجودهم فى أندية كبرى فالأول لعب مع تشيلسى قبل أن ينتقل إلى العين ومنها إلى "جلاطا سراى" التركى. غانا بقيادة أسامواه جيان، الذى كان قد أضاع على أفريقيا المقعد السادس فى كأس العالم.. ومدرب شاب مؤهل جامس أبييه، وهو وطن رشحه مستر "كوفى" المدرب الغانى الكبير الذى يعتبرونه فى غانا بمثابة جنرال الكرة المصرية محمود الجوهرى- رحمه الله – وأن فى عمر مستر كوفى. توجو التى يقودها أديبايور النجم العالمى، والذى يحلم هو الآخر بأن يتوج مع بلاده ملكا لأفريقيا. مالى التى يقودها "سيدو كيتا" نجم برشلونة، الذى انتقل للدورى الصينى، وكيف يؤكد لاعبوها أن بلادهم التى تواجه مشاكل بين المتمردين والحكومة تحتاج للانتصار. جنوب أفريقيا التى تحاول جاهدة العودة لذكريات 1996 عندما حولت ملاعب الرجبى اللعبة الأولى هناك إلى ستادات كرة قدم، فى أول حضور أفريقى لها حيث لعبت فريق يقوده مارك فيش ومكارثى وحصلت على كأس البطولة.. الذى حولها إلى بلد نظم كأس العالم 2010.. عندما صوت الفيفا لصالحهم تكريما لسجين الحرية الزعيم نيلسون مانديلا. أما بوركينا فاسو، التى يقودها مدرب بلجيكى هو بول بوت فصعدت هى الأخرى.. ويبدو أن مدربهم درس بطولة أمم أفريقيا 1998 التى أقيمت فى بوركينا، بل واطلع على تاريخ البطولة، وكيف كان الجنرال محمود الجوهرى، المدير الفنى للمنتخب المصرى، وقتها يؤكد أنه ذاهب مع فريقه لهذه البطولة، ويتوقع طبقا للمستويات أن يأتى الفراعنة فى المركز ال"13".. لكنه فاز بالبطولة! دور أول لم يشهد مباريات قوية، ربما شهد فقط دقائق أو أشواط عندما كان يتم احراج أحد القوى الكبرى كرويا.. لكن فى كل الأحوال مازالت أمراض الكرة الأفريقية كما هى!! الكرة العربية تعانى من عدم الاهتمام من جانب لاعبيها وسوء اختيار المدراء الفنيين وسيطرة الراجل الأوحد "وان مان شو "على اتحادتنا العربية!! المشكلة أن هناك من يعتمد على لاعبى الداخل مثل تونس_نوعاً ما _لكن الطرابلسى لايزال بعيداً عن خبرات أفريقيا، فيأتى المحترفون فى الخارج بدون مزاج! أو الاعتماد على لاعبى الخارج مثل الجزائر.. والمغرب لكن هؤلاء النجوم من مواليد الخارج أيضاً.. ومع خالص تقديرنا لتعلم اللغة، لكن المشهد الأكثر غرابة والمثير للاستياء هو أن تجد منتخبات عربية يتحدث لاعبوها الفرنسية فى المؤتمرات الصحفية.. لكنهم ويالا العجب لايلعبون بالفرنسية!! أهم الملامح الفنية للدور الأول.. ربما هى دموع مدرب أثيوبيا الذى ودع فريقه البطولة.. لكن أظنه كان يرزق الدمع على جهده وجهد الشبان، الذين اعتمد عليهم وكانوا فقط يحتاجون بعض الحظ، ربما للوجود فقط فى الدور الثانى بعد غيابه من السبعينيات، ولعل تلك الدموع تجعلنا نراجع واقعنا العربى الكروى، فلن نجد مدرباً عربيا بما فيهم المواطن سامى الطرابلسى لايبكى.. ولاحتى يحزن.. ولا يتحدث عن الأمل من أحساسة! أما حليلوزيتش البوسنى مدرب الجزائر فكان مشغولاً بالتفاوض على البقاء..الذى تعنى المفاوضات أو تقاصيد لها مدى استجابة للرجل الأوحد الجزائرى الحاج محمد روراوة فلا إدخال تعديلات على الفريق والطاقم التدريبى! الفريق الغانى ومدربه الشاب جيمس كويسى هو قوة ضاربة تجعلنا نؤكد أن الكرة التزام مع خالص احترامى لتنفيذ وشرح طرق اللعب .. فلا جدوى من اللعب 3/5/2.. أو 4/2/4.. أو 4/4/3 أو 1/4/3/2 .وكل مشتقاتهم مالم يكن الفريق عازم على الالتزام وأداء الاحترافى، ولنا فى الرأس الأخضر أسوة حسنة! توجو معها الجناح الأيسر الفرنسى ديدى سيكس، يحاول ترك مساحة للنجم أديبايور ليقود زملاؤه يعنى أدوارا مقسمة بين النجوم والإدارة الفنية للفريق. أما كوت ديفوار.. فيبدو أن مدربها الفرنسى من أصول تونسية صبرى لاموشيه، اجتهد فى معالجة أمراض النجوم، فرأينا دروجبا الرهيب مطيعا ًلصالح فريقه ورأينها يدفع بكل لاعب فى الموعد المحدد للاستفادة منه! تلك هى أهمية الأسباب الفنية لتفوق البعض وإخفاق البعض! أما ظاهر النجوم الغوالى من أصحاب البشرة السوداء الذين حضروا إلى جنوب أفريقيا.. لكن فى نفس الوقت.. يمثلون مقولة "الحاضر الغائب" أو كما كان النجم عمرو عبد الجليل يقول فى فيلم حين ميسرة "كأنى ما جتش"!! جون أوبى ميكيل نجم تشيلسى النيجيرى أهدر ضربة جزاء أمام زامبيا ،ولم نراه مساهما ًكبيراً فى صعود النسور ! دروجبا اكتفى بهز الشباك مرة واحدة أمام الجزائر الراحل عن البطولة! كولو توريه نجم مانشستر سيتى الايفوارى أهدى أديبايور هدفاً لكن مهاجم توتنهام الإنجليزى رفض الهدية ولم يفد دفاع كوت ديفوار. يونس بلهندة المغربى نجم مونبيليه الفرنسى كان عئباًعلى منتخب بلاده! فيكتور موزيس لاعب تشيلسى النيجيرى ظل أسير دكه البدلاء! مبوكانى الكونغولى نجم اندرلخت البلجيكى اكتفى بهدف وخرج فريقه ! الانجولى مانوتشو نجم "بلد الوليد" الاسبانى ودع مع فريقه البطولة دون أحراز ولو هدف ! سفيان فيجولى لاعب فالنسيا أكتفى بهدف لم ينفع الجزائر! عبد العزيز برادة لاعب المغرب ومهاجم خيتافى الأسبانى شارك فى ثلاث مباريات لم يحرز فيها هدفاً !! السؤال الآن.. هل هناك ما يمكن أن يصبح مفاجآت أعدتها الفرق التى صعدت لدور ال 8 ؟! وهل يقفز النجوم.. أو ما تبقى منهم إلى مستوى أكثر ارتفاعاً؟! أمم أفريقيا "29".. لايزال فيها الكثير.. وإنا لمنتظرون.