"التحرير" أبرز رمز فى الثورة المصرية، وانتشر اسمه فى الصحف والقنوات الفضائية العالمية، وبات حديث العالم، لذا استلهمت قناة التحرير الفضائية من الميدان الأشهر اسمها، مروجة فى بداية ظهورها على قنوات النايل سات وفى سماء إعلام القنوات الخاصة على أنها ستعبر عن الثورة، وتوقع الجمهور أن تكون على نفس مستوى الحدث الأبرز فى التاريخ المصرى المعاصر، لكن رغم البداية القوية للقناة، والتى استبشر الجميع فيها الخير عند انطلاقها بعد ثورة 25 يناير، وضمها لأسماء لامعة وبراقة فى عالم القنوات الفضائية الخاصة مثل محمود سعد وعمرو الليثى وإبراهيم عيسى وبلال فضل ودينا عبد الرحمن، وإدارتها من قبل محمد مراد وأحمد أبو هيبة، إلا أنه بمرور الوقت بدأت الأزمات والمشاكل تظهر فى القناة، ورحل الإعلاميون واحدا تلو الآخر، مما أفقدها الكثير من المتابعين، وانخفضت معدلات مشاهدتها يوما بعد الآخر، وخذلت الجمهور أيضا حيث باتت قناة أقل من العادية لا تقدم انفرادا خبريا ولا تحليلات أو تقارير قوية تجذب المشاهد الذى يفضل متابعة قنوات أخرى تذخر بإعلاميين مخضرمين، وأيضا إعلاميين شباب استطاعوا نيل ثقته. وتعد أزمة عدم انتظام حصول العاملين بالقناة على مرتباهم واحدة من العراقيل التى تعطل انتشار القناة، وتحقيقها النجاح الذى كان منتظرا منها، نظرا لاسمها، وأيضا لأهدافها التى أعلنت عنها فور انطلاقها، وفى مقدمتها "حق الشهداء"، وكان من أبرز المشاكل فى القناة رحيل بلال فضل حينما كان يقدم برنامج "كل جمعة" على قناة التحرير، وفجأة اختفى من القناة، ثم تفاجأ المشاهدون برحيل الإعلامى عمرو الليثى من القناة، والذى كان يقدم برنامج "واحد من الناس"، وبعدها ظل الكاتب الصحفى والإعلامى محمود سعد يقدم برنامج "فى الميدان" حتى رحل فجأة، وأصبحت رانيا بدوى هى المقدمة الوحيدة للبرنامج، ثم تعاقدت القناة بعد ذلك مع الإعلامية دينا عبد الرحمن، والتى رحلت من دريم بعد مشادة مع خبير عسكرى على الهواء، ولكن ما هى إلا شهور حتى ظهرت على الساحة أزمة بين دينا عبد الرحمن وإدارة القناة الجديدة دفعتها لتركها والانتقال لقناة أخرى. كما تناثرت الأقاويل حول تمويل الشيخة موزة للقناة، وهو ما نفاه مدير القناة فى ذلك الوقت مهندس الديكور محمد مراد، والذى كان يقدم برنامجا على القناة. وبعد هذه السلسلة من المشكلات، وانخفاض نسبة المشاهدة، بشكل ملحوظ، جاءت مؤخراً أزمة أخرى مع استضافة المذيعة دينا عبد الفتاح لمجموعات من البلاك بلوك، مما دفع البعض لاتهام القناة أنها هى من تمول وتدعم هذه المجموعات، ولكنها نفت ذلك فى بيان صحفى. د. صفوت العالم قال: "ليس هناك قناة جيدة وقناة سيئة ولكن هناك قنوات تقدم برامج جيدة وتستحق المشاهدة وبرامج أخرى ليس على المستوى، وهو ما ينطبق على قناة التحرير". وتعد قناة التحرير نموذجا قويا للتأكيد على أنه ليس بالأسماء فقط تصنع القنوات أو وسائل الإعلام، بل لا بد من وجود جهود قوية وفكر منظم ووسائل لتنفيذ تلك الأفكار والأهداف.