سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز أبحاث أمريكى: علاقة الإمارات وقطر بالإخوان تتعلق بدراما التأثير على الربيع العربى.. الإماراتيون يتحدثون عن التأثير الشرير للجماعة.. والدوحة استضافت "القرضاوى ومشعل" وتواصل دعمها للرئيس مرسى
اتخذت الأسر الحاكمة فى كل من دولة الإمارات العربية وقطر موقفين متناقضين من جماعة الإخوان المسلمين بعد صعودها إلى السلطة فى مصر، وهى المواقف التى تحدثت عنها وسائل الإعلام الدولية بشكل تحليلى يسعى إلى تفسير طبيعة العلاقة المتوترة مع الإمارات، والتى تزداد قربا مع قطر، والتى أودعت 2.5 مليار دولار لدى البنك المركزى المصرى فى أغسطس الماضى، ثم أودعت هذا الأسبوع 2 مليار دولار آخرين، بالإضافة إلى منحة تبلغ 500 مليون دولار. وبعيدا عن فشل هذه المساعدات فى تعزيز الجنيه المصرى أمام الدولار، فإن المساعدات القطرية لمصر تبلغ إجمالى 1 مليار دولار هبة و4 مليارات ودائع. ويرى المجلس الأطلنطى أن إعلان رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم آل ثان فى القاهرة، يبعث رسالة قوية مفادها أن قطر تنوى مواصلة تقديم الدعم السياسى للرئيس محمد مرسى وحكومته الذاهبة نحو هيمنة التيار الإسلامى بشكل متزايد. ويشير ريتشارد لوبارون، المحلل السياسى وخبير شئون الخليج بالمجلس الأمريكى، أن توقيت هذا الإعلان، سواء كان عن قصد أو لا، يأتى فى أعقاب توتر جديد فى العلاقة بين الإمارات والنظام الحاكم فى مصر، بسبب اعتقال شرطة دبى 11 من عناصر الإخوان المسلمين أواخر ديسمبر. ويؤكد مسئولون من الإمارات، أنه جرى إلقاء القبض على ال11 لانتمائهم لخلية على صلة بالإخوان المسلمين، بينما رد مسئولو جماعة الإخوان المسلمين أن بعضا من المتهمين بمحاولة قلب نظام الحكم فى الإمارات ينتمون لها وليس كلهم، وقد ذهب كبار مسئولو حكومة "مرسى" إلى الإمارات سريعا لالتماس الإفراج عنهم، لكن دون جدوى. ويقول المجلس الأطلسى "إن المساعدات القطرية فى مقابل الاعتقال يعكسان موقفين متناقضين للغاية بشأن أفضل طريقة للاحتفاظ بالنفوذ والترتيبات الحاكمة الحالية لاثنين من أغنى البلدان فى العالم، فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية أطلقت مؤسسة إماراتية حملة منسقة على مستوى عالٍ ضد الإخوان فى مصر، متحدثة عن تأثيرها الشرير، وتهديد سيادة الإمارات، أو بعبارة أخرى الاستيلاء على البلاد". وشملت الحملة اعتقالات لسعوديين وإماراتيين يشتبه علاقتهم بالإخوان، كما تضمنت انتقادات علنية وخاصة لمحاولات الولاياتالمتحدة التقرب من الحكومة المصرية الجديدة التى يشكلها الإخوان المسلمون. وعلى الجانب المضاد، فإن القطريين لديهم تاريخ أقل اضطرابا كثيرا مع الإخوان، فلقد استضافت الدوحة الزعيم الروحى للجماعة يوسف القرضاوى، وخالد مشعل قائد حماس بعد فراره من دمشق. وعموما من غير الواضح ما إذا كان حكام قطر يشعرون بقرابة روحية عميقة مع الإخوان، لكنهم يرون أن الإخوان وربما غيرهم من الإسلاميين الأكثر تشددا، لهم دور فى مستقبل المنطقة، وهو ما دفع قطر لدعم الإخوان والجماعات السلفية ليس فقط فى مصر، لكن أيضا فى تونس وليبيا وسوريا. وعموما يرى المجلس الأطلنطى أن قادة الإمارات وقطر وضعوا أنفسهم موضع رهان فى دراما كبرى تتمثل فى النضال، من أجل مستقبل الشرق الأوسط، لكن كلتا البلدين يتمتعان بتأثير كبير على القصص المتكشفة فى مصر وليبيا وتونس وسوريا. ويؤكد المجلس أن المساعدات الرسمية لمصر هى مجرد جزء من جهود أوسع تشمل استخدام وسائل الإعلام الإقليمية، وعلاقات أمنية ومخابراتية وثيقة، وروابط بجماعات غير رسمية، بالإضافة إلى الضغط على الولاياتالمتحدة وغيرها من القوى، وهذه الدراما من المرجح أن تشكل عقودا قادمة. وعلى الرغم من حضور اللاعبين الرئيسيين المتمثلين فى السعودية وتركيا وأوروبا والولاياتالمتحدة، فإن هذين اللاعبين الخليجيين يهدفان للعلب دور ضخم لتشكيل التصورات الخاصة بالملامح السياسية للثورات العربية، والتأثير على نتائجها فإنهما يدركان أن أمن البلدان الصغيرة الثرية غير مضمون، مما يتطلب منهما السعى نحو إستراتيجيات بقاء نشطة.