قامت جواندولين كاردنو مديرة المركز الثقافى الأمريكى بالإسكندرية يوم الأربعاء الماضى، بزيارة خاطفة لفرع ثقافة مطروح، ومعها عدد من العاملين بالقنصلية، وأحضرت معها ممثلى جمعية "أميال الفن" الأمريكية دون ترتيب مسبق والاجتماع مع عدد محدود من قيادات الفرع الثقافى وسط تكتم شديد، ومنع اقتراب الصحفيين من الاجتماع أو مقابلة الوفد الأمريكى. علم اليوم السابع من مصادر داخل الاجتماع، أن زيارة الوفد الأمريكى جاءت بناء على إلحاح جواندلين كرادنو منذ فترة من خلال الاتصال بإبراهيم عفيفى مدير فرع ثقافة مطروح، كان آخرها إرسال فاكس يوم 29 مارس الماضى تطلب فيه الحضور لقصر ثقافة مطروح هى ورحاب عبد الحميد مساعد مدير مركز المعلومات بالمركز الثقافى وليلى عباسى مساعد القنصل الأمريكى بالإسكندرية، لبحث أوجه التعاون بين المركز الثقافى وقصر ثقافة مطروح فى مشروع "جداريات أميال الفن" إلا أنهم فوجئوا بحضور فؤاد تاوفليس وزوجته الأمريكية جوانا تاوفليس اللذين تم تقديمهما على أنهما أصحاب جمعية "أميال الفن" الأمريكية لنشر ثقافة السلام، حيث لم تشر كرادنو لحضورهما خلال اتصالاتها أو خلال الفاكس. طالبت كرادنو بالموافقة على مشاركة 25 طفلاً من مطروح فى المشروع، والتعبير عن أنفسهم من خلال الرسم الفطرى على لوحات قماش طول اللوحة 5 أمتار وعرض 1,5 متر، على أنت تقوم الجمعية بعرض هذه اللوحات فى معرض على شكل هرم، واقترح الوفد أن يكون المعرض بمنطقة الأهرامات بالجيزة. وقالت جوانا تاوفليس لمدير قصر مطروح، إنها أقامت الجمعية فى أمريكا، وأنها عندما شاهدت معاناة أطفال البوسنة والهرسك بعد الحرب دون عائل، تأثرت وحاولت أن تخفف أحزانهم، فسافرت إليهم وطلبت منهم التعبير عن أنفسهم ومعاناتهم فى لوحات من القماش وصل طولها إلى ميل، فقررت تعميم الفكرة فى مناطق مختلفة من العالم ليعبر الأطفال عن مشاعرهم على لوحات من القماش، تصل إلى أميال، ومن هنا جاء اسم الجمعية، وذكرت أنها قامت بتنفيذ هذه الفكرة فى عدد من الدول. من جانبه، رفض مدير فرع ثقافة مطروح من جهته الموافقة الفورية وطلب إعطاءه فرصة لعرض الأمر على المسئولين بهيئة قصور الثقافة، وإخطار الجهات الأمنية المعنية للتحرى عن الجمعية وأنشطتها. وبالبحث فى موقع الجمعية، تبين أنها أقامت أنشطتها من قبل فى إسرائيل، وستقيم فى 26 أبريل الجارى حفلة موسيقية بالقدس تحاول من خلالها جمع إسرائيليين وفلسطينيين على أنغام موسيقى شبان أمريكيين، مما أثار مخاوف مسئولى الثقافة من أن تكون هذه الجمعية تعمل على نشر ثقافة التطبيع بين الأطفال مع إسرائيل أو أن يكون من يقف وراءها إسرائيليون. وتشكك البعض فى الهدف من إقامة الجمعية لأنشطتها فى مطروح، وبدعم من المركز الثقافى الأمريكى، وتساءلوا عن ما إذا كانت الجمعية تعمل على مناطق النزاعات على نشر ثقافة السلام، فما علاقة محافظة هادئة ومطمئنة أصلاً بهذه الأنشطة؟ كما رفض عفيفى السماح لفؤاد تاوفليس بتصوير مبنى الفرع الثقافى أو مسرح قصر الثقافة وفرقة الفنون الشعبية، كما رفض قبول الدعم للفرقة أو التعريف بمتطلباتها، مؤكداً أن هذا ليس من سلطاته.