لقد عانى المصريون فى عام 2012، ما لم يعانوه من قبل إذ نزلت بهم نوازل تهد الجبال وأعاقت الإضرابات الفئوية مسيرة حياتهم وبدت الاعتصامات كأنها موضة عام 2012، فلم يكد يمر شهر من هذا العام إلا وقد ضربه الاعتصامات هنا وهناك. ناهيك عن الصراعات السياسية وخروجها عما ألفه الشعب المصرى من عادات وتقاليد مصرية أصيلة فلم تسلم الصراعات من سب وقذف وإهانات بالغة على الفضائيات وصفحات الجرائد بل تعدى الأمر إلى أن أريقت الدماء الطاهرة وقتل الكثير من شباب مصر من جراء صراع سياسى لم يتخلق بآداب الحوار ولا أخلاقيات الخلاف. وفى عام 2012 عانى المصريون وما زالوا يعانون من الانفلات الأمنى فلا يكاد أن ينقضى يوم إلا وترى أو تسمع أو تقرأ عن فتاة خطفت أو سيارة سرقت أو سطو على مكتب صرافة أو اقتحام على مرأى ومسمع الناس لشركة أو محل للذهب أو سوبر ماركت. لقد تجرع المصريون مرارات وأزمات متكررة صدرها لهم من يسعى لمصلحته فحسب، ومن يفكرون بشخصانية فى كل شىء، ومن أراد الانتقام لكرسيه ومنصبه المفقود، ومن همه نشر الفوضى وخراب مصر، ومن أراد الثأر من مصر لأنها ثارت على الفاسدين وألقت بكل من يعبث بمصر وأهلها وخيراتها إلى مزبلة التاريخ. لذا يتطلع المصريون لعام مشرق يبدد ظلمات العام المنصرم ويبعث فى نفوسهم الآمال ويحقق له الأمنيات ويشعرهم بأن مصر لكل أبناء الوطن ليس لفصيل واحد أو لنخبة تريد أن تستأثر بخيرات مصر لنفسها ولا يهمها الشعب ولا مشكلات الوطن. يستقبل المصريون عام 2013 وتحدوهم آمال عظام فى أن يعود لمصر مجدها ويعلو شأنها وترتقى مكانتها السامقة عبر التاريخ، وأبدا لن يكون هذا إلا بسواعد المصريين وعزائمهم القوية ورغبتهم فى النهوض بالوطن. تحدوهم الآمال أن يزدهر اقتصاد مصر ولا يتعرض لأزمات حتى تصل مصر إلى شاطئ الأمان وتواصل مسيرة النهوض بالوطن والتعافى من أزماته وإيجاد الحلول للمشكلات التى طحنت الفئات الكادحة من المصريين، وأبدا لن يكون هذا إلا إذا دارت عجلة الإنتاج وانتهت الإضرابات وفضت الاعتصامات من أجل مصر ولمصر. تحدوهم الآمال أن يعود الأمن لربوع مصر ويشعر المواطن بالأمان على نفسه وأهله وماله ويعيش مستقرا هادئا آمنا لا يجد من يعترض طريقه ويسرق أمواله ويعبث بأمنه، وأبدا لن يكون هذا إلا إذا أدت الشرطة دورها المنوط بها بإتقان وضمير يقظ وقاموا بالأمانة التى حملها لهم الوطن من حفظ للممتلكات العامة والخاصة وصيانة النفوس والأعراض من كل عبث وشر لا أن يتقاعسوا عن التصدى لظاهرة البلطجة ويدعوها تعيث فى الأرض الفساد أمام أعينهم وعلى مسمع منهم. تحدوهم الآمال أن تعيد الحكومة صناعة مستقبل الوطن من جديد فى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتعليم والصحة والإعلام والداخلية وأبدا لن يكون هذا إلا بتطهير المؤسسات من الفساد واستئصال جذوره وإيجاد بدائل تعمل من أجل بناء مصر وتسعى لرسم صورة حضارية لمصر والمصريين. تحدوهم الآمال أن تحقق الحكومة العدالة الاجتماعية فى الاستفادة بخيرات مصر فلا يحرم فقير من تقلد المناصب العليا لفقره ولا يمنع كفؤ من وظيفة مميزة لوضاعة شأنه ولا تهدر الطاقات المنتجة ولا تعطل العقول المفكرة بل تمنح الفرصة للجميع للارتقاء بمصر وذلك لن يكون إلا بالاهتمام بالطبقات الكادحة على معيشتها والعمل على رفعة شأنها وتوفير الحياة الكريمة لها. كل الأمنيات أن يحقق شعبنا الكريم ما يصبو إليه من أمان ويسعى لتحقيقه من طموحات وأن يكون عام 2013 كله خير وبشر وسعادة لمصر والمصريين.