تابعت عن كثب عبر الفضائيات مظاهرات الاتحادية واستمعت إلى هتافاتهم وأنصت إلى حواراتهم وتساءلت ماذا يريد هؤلاء؟ وأى شىء يبغون؟ وبأى شىء يطالبون؟ هل فعلًا يريدون مصلحة مصر؟ أم يريدون مصالحهم الشخصية وتحقيق غاياتهم الدنيوية والوصول إلى أهدافهم بأية طريقة وبأى ثمن حتى ولو كان الثمن دماء المصريين. هل يرومون بمظاهرتهم الخير لمصر؟ أم يروم كل واحد منهم تطبيق الأجندة الخاصة التى أملاها عليه أسياده ورصدوا الأموال الطائلة من أجل جنى ثمارها وإعادة صناعة النظام البائد وإدخال البلاد فى دائرة مغلقة من الصراعات والنزعات التى تضعف الأمة وتفتتها وتهوى بها إلى طريق اللاعودة وتشغلها عن دورها الريادى والقيادى. هل يبغون الرقى لمصر والنهوض بها لمصاف الأمم المتقدمة؟ أم يبغون تأخر مصر وخرابها وإنهاك قواها وتدمير مواردها واقتصادها، ووضع العوائق أمام تقدمها وعلو مكانتها. هل يطالبون بحل مشكلات بلدنا والقضاء على كل ما ترتب على الانفلات الأمنى من أزمات واضطرابات وقلاقل للأسر المصرية، وتحقيق الأمن والأمان الذى غاب عن مصرنا؟ هل يسعون لمعالجة الظواهر الغريبة التى غزت مجتمعاتنا وتنكرها تقاليدنا وعاداتنا والسعى لإيجاد الحلول المناسبة لها؟ أم إنها الشخصانية التى أعمت القلوب وأزاغت الأبصار فلم تر شيئًا إلا مصلحتها، ولم تظهر إلا الحقد الدفين لمن أراد الخير لمصر. أم إنها الشخصانية التى تريد إحراق مصر وإثارة الفتن والاضطرابات وترويع شعبها وسلب نعمة الأمن منه. يا سادة انتبهوا بلدنا يحاك لها مؤامرة خبيثة على أيدى قلة من أبنائها يريدون أن تصبح مصر حكرًا لهم لا ينعم بخيراتها إلا هم، ولا يملك قرارها إلا هم، ولا يتصرف فى شئونها إلا هم . يريدون أن يظل الفساد مستفحلًا فى كل مؤسساتها ودواوينها ومصالحها الحكومية حتى يسهل نهبهم وسرقاتهم لخيرات مصر. يريدون أن يشعلوا مصر بحرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد تطحن رحاها شباب بلدنا، وتبدد قدراتها، وتستهلك طاقاتها. يا سادة تعالوا إلى كلمة سواء وحوار بناء نحقق من خلاله مصلحة الوطن لا مصلحة الأشخاص.. نرفع به العناء والتعب عن كاهل الشعب المصرى الذى عانى كثيرًا، وحرم كثيرًا، وسلبت حقوقه سنوات طوال. تعالوا نبدأ صفحة جديدة بلا تخوين ولا تشويه، بلا كيد ولا مكر بل عنوانها نسعى بالخير لمصر، ومن أجل مصر. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]