أمعنت النظر في المشاركين في مليونية "للثورة شعب يحميها" ودققت في أشكالهم وأطيافهم وتوقفت أمام مسمياتهم وفئاتهم وأنصت إلى كلماتهم وعباراتهم وهتافاتهم وصيحاتهم. وتساءلت ما الذي جمع هذه الأصناف وتلك الأطياف ووحد بين فئات متنافرة وأشكال متباعدة؟ ما الذي جمع البرادعي وحمدين وعمرو موسى والزند وغيرهم ممن يريدون تدمير البلد وإشعال الفتن؟ ما الذي جمع مرتضى منصور وشوبير ولاعبي كرة القدم وغيرهم ممن استنزفوا ثروات مصر وشعبها؟ ما الذي جمع بين يسرا وليلى علوي وعمرو وأكد وغيرهم ممن أفسدوا شباب مصر ودمروا أخلاقياتهم؟ ما الذي جمع بلطجية النظام البائد وأعوانهم من شبيحة الحزب الوطني ممن نهبوا البلد وأذلوا شعبها الكريم؟ يا سادة الذي جمع هؤلاء وهؤلاء شيء واحد لا يستطيعون إنكاره ولا الفرار منه إنه الفساد. إي وربي جمعهم الفساد الذي تربوا عليه من بدايتهم ونشؤوا على قواعده ومبادئه. جمعهم الفساد الذي جعلهم أباطرة متكبرين يعبثون بأمن الوطن ويشعلون فتيل الفتن . الفساد الذي عن طريقه نهبوا واستولوا على حقوق غيرهم وعاثوا في الأرض الفساد يأخذون مال هذا ويقتطعون أرض ذاك ويشردون هؤلاء ويضيقون على أولئك وكأن مصر بلدهم وحدهم لا ينعم فيها أحد غيرهم. الفساد الذي جعلهم لا يفكرون إلا في أنفسهم ومصلحتهم حتى ولو كان هذا على حساب مصر واستقرارها وأمنها وازدهارها. خرجوا ليدافعوا عن هذا الفساد ويتستروا على قبائحهم ويخفوا أفعالهم المنكرة . خرجوا لأنهم علموا أن شجرة الفساد ستقتلع من جذورها وتضرم فيها النيران ويتآكلها النسيان. خرجوا لأنهم يعادون القيم ويحاربون الفضيلة ويريدون وأد المبادئ. تجمع الألوف وتدفق الرويبضة وظهر المرتزقة وبدا المخربون وكأنهم أصحاب قضية حقًا يزعمون أنهم دعاة إصلاح... ينادون بحرية الرأي والتعبير... ويسعون إلى التغيير. هذا هو زعمهم وصدق الله في وصفهم "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]