ومازلت أحبو متوسماٌ خيراٌ فى تفائلي الذى لم يمت بعد لكى أنجو من شبح أفكاري فأيقنت أننى ألفظ أنفاسي الأخيرة. من هول ما أرى وأسمع مما جعلني أحقد على بعض أقراني ممن حرموا من تلك النعم . وكأنها كرة الجليد التي تقذف بيننا تاره وبين أولي أمرنا تاره أخرى ليبقى الصراع قائما كل منا يرمي بالمسئولية على الآخر. مواطن يصرخ ويثور فى وجه النظام وحاكم يتبجح ويتعلل من هٌول المشاكل ربما يختلق المواطن المشكلات ليبقى الحاكم حائراٌ وعاجزاٌ عن حلها أو يتفنن الحاكم فى تصدير المشكلات إلى شعبه بسبب إفلاسه السياسي لكي تكبر المشاكل وتتوغل بيننا حتى يصبح الجميع عاجزاٌ عن حلها وكأنها اللغز المحير أو المعادلة الصعبة ثم نعود لكي نضع أصابعنا فوق رؤوسنا ونتساءل كالصغار من تسبب في وجود الأخر ( البيضه أم الفرخه ) ؟ وهل نحن السبب فى الأزمات أم الحاكم من نثر بذرتها تحت أقدامنا؟ لا ينكر عاقل أن المسئولية مشتركه بيننا فالعلاقة بين الراعي والرعية أشبه بالعلاقة الحميمية بين الأزواج فكلما أسست وشيدت على جدران من الحب والمودة والرحمة كلما كانت ناجحة وسرعان ما ينتج عنها ثمره لكي ترسم البسمة على شفاه الجميع. وكلما حدث التنافر والتباعد والكراهية بينهما سرعان ما تنتهي العلاقة بالموت وسرعان ما يحكم على ثمرة العلاقة بالتشرد والضياع. لا أجد تشبيهاٌ يعكس مدى العلاقة بين الحاكم والمحكوم أدق من هذا فلو تعقلنا وتدبرنا ما تباعدنا ولا تفرقنا. أدرك جيداٌ أننا أمام وطن منهار وأن المسئولية مشتركة بين الجميع ولكن ما لا يدركه البعض أننا جميعاٌ أطفالاٌ وشيوخاٌ ورجالاٌ ونساءاٌ حاكماٌ ومحكوماٌ فى مركب واحد وأننا مازلنا فى عرض البحر ولن نصل إلى بر الأمان لكي ننجو من الغرق إلا إذا تشابكنا وتعانقنا . وكأننا أشبه بقطعه من القماش الجيد والتي تحتاج إلى ترزي ماهر لكي يتفنن فى تقطعيها ويبرع فى إعادة تشكيلها لكي يخرج الثوب فى أزهى أشكاله فكم من شعوب قتلت حكامها وكم من حكام قضوا على شعوبهم بسبب غياب التجانس بينهما ومن خلال صرخاتي وكلماتي التى تكتب بقطرات الدموع أوجه تلك الرسالة إلى جميع النخب السياسية فى مصرنا الحبيبة. مصر لن تشيد من خلال الشعارات الزائفة ولا من خلال الخطب الرنانة ولا من خلال التويتات الجبارة فكم من قصور هدمت قبل أن تشيد على جبل من الرمال المتحركة فالسيارة الفارهة مهما بهظ ثمنها لا تستطيع السير خطوه واحده بدون قطره من قطرات الوقود. فكفاكم عبثاٌ بعقولنا فو الله لن نجد وطناٌ أفضل من بلد خصها وحباها الله بذكرها فى القرآن فلن نجد سماءاٌ نستظل أسفلها أفضل من سماء هذا البلد ولا تراباٌ يستر أجسادناٌ ولا أرض تقلنا ونترعرع عليها أفضل من مصرنا. فقد لفظنا الجميع وأمامنا الآن خياران أما أن ننحي مصالحنا ومشاكلنا الخاصة جانباٌ لكي تعلو مصلحة الوطن لكي يبقى شامخاٌ فوق رؤوس الجميع أو ننحي الوطن جانباٌ من أجل مصالحنا الشخصية وحينها سيجرفها الطوفان مع الجميع لنصبح صرعى وغرقى و سنبحث عن منقذ ينتشلنا. ولن نجد.. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]