شهدت مصر على مدار 72 ساعة الماضية أحداثا مؤسفة وأجواء محزنة ومضطربة.. هذه الكلمات أكتبها وقلبي منفطر على هذا البلد ومستقبله وأي بني أدم وطني يجري في دماءه وعروقه حب مصر لديه فقط حس وطني لابد أن يشعر بنفس مشاعري بالتأكيد، ما حدث أبكاني وأبكى أمي وكل من يحب مصر.. ليس هذا فقط بل وقتل فرحتي وفرحة الكثير من المصريين بالانتخابات القادمة، فكيف ستجري الانتخابات في ظل هذه الأجواء التي تؤثر على أمن وسلامة الوطن.. ما حدث هو ناقوس خطر وينذر بتداعيات مقلقة على الأمن والاستقرار. مصر فوق الجميع وستظل فوق الجميع مهما اختلف فيها أصحاب التيارات والأحزاب السياسية، فالأولوية للمواطن والدولة وبناء مؤسساتها.. أما من يتصارعون حول السلطة ومقاليدها فميادين المواطنين ليست الساحات المناسبة لإقامة الحوارات أو الاختلافات.. فهل إذا كان هناك خلاف سياسي في المفاهيم حول وثيقة أو غيرها هل يمكن أن يحسم في ميادين التحرير.. بكل هذه الفوضى والبلطجة.. هل يعقل ذلك! التظاهر السلمي هو حق مكفول للمواطن، إلا أننا يجب أن نرفض استغلال التظاهرات السلمية لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفرقة بين المواطنين.. لابد أن نحكم عقولنا ونفكر مليا فيما ينفعنا وينفع المجتمع ولا نسير كالقطيع وراء أفكار تحكمها أقليات في المجتمع. عملية التحول الديمقراطي وبناء مؤسسات الدولة في المرحلة الحالية أهم بكثير من مجرد أفكار أحزاب أو أشخاص، فكل التيارات الآن لا تفكر سوى في نجاحها في الانتخابات القادمة والحصول على أكبر عدد من المقاعد.. لكن لم يتبادر إلى أذهانهم ولم يطرحوا علينا ماذا بعد ذلك؟ من يتآمر على مصر من الداخل لصالح الخارج؟ أعتقد أننا كلنا نعلم أن أمريكا وقطر وراء كل ذلك ولديها من أصحاب الأجندات الخاصة داخل البلاد من ينفذوا مخططها التخريبي.. سواء أكانوا فلولا للنظام السابق أم آخرين.. المهم أنهم يخلقون الفوضى ويحدثونها.. أما إذا سألتموني ما هي مصلحة أمريكا؟ فمصلحة أمريكا أن تخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في مصر حفاظا على إسرائيل ومصالحها! وإذا سألتموني ما هي مصلحة قطر؟ سأقول أنها تطمح في الزعامة العربية، وكلكم تعلمون! مع الأسف أصحاب ضعاف النفس كثر ممن لا يهمهم مصلحة مصرنا الحبيبة، بل ولا يريدون أن تقم لهذا البلد قائمة. أما عن تداعيات ما حدث، فنحن لا نعلم من هؤلاء الذين يعتصمون في ميدان التحرير ومن حرضهم على ذلك.. ومن الذي حرضهم على الاشتباك مع قوات الأمن.. من الذي يريد أن يخلق فوضى في البلاد بأي ثمن وبأي شكل، ونحن نأمل في بناء الدولة ومؤسسات الوطن والخروج من النفق الصعب الذي نعيش فيه كلنا بقدرة الشعب المصري وتوافقه على أن يصل لبر الأمان ويبني مؤسساته الدستورية.. بالتأكيد هناك من هم مستفيدين من هذه الأحداث حتى لا تصل مصر للحظة السلامة الوطنية. مع الأسف المشهد السياسي يزداد فزعا ويزداد اضطرابا والناس كانت تتطلع لأن تكون الفترة التي تسبق الانتخابات فترة يجب أن تسودها الطمأنينة ونوجه الناس من خلال توعية سياسية لتهيئتهم للعملية الانتخابية وللاختيار الديمقراطي الصحيح.. بكل أسف، المسألة تزداد تعقيدا، ليس فقط على المشهد السياسي وإنما على المشهد الإقتصادي والإجتماعي في البلاد. مصر بالتأكيد محاطة بالمؤامرات، وعلينا أن لا نمكن هذه المؤامرات من أن تنفذ للجسد الوطني بالإصرار على حسم كل ما لدينا من نقاط اختلاف واتساق بالحوار الوطني وليس بإحداث الفوضى في البلاد تحت أي ظرف من الظروف.. فإذا كان هناك خلاف فلابد أن يكون محل حوار ولا يقابل بالعنف وبفرض السلطة والسطوة.. لابد من توافق كل القوى السياسية.. فمن يحب مصر لا يخربها أو يحرق منشآتها. الانفلات الأمني مازال موجودا وخاصة ما حدث يوم السبت الماضي من أحداث في التحرير كان خير دليل بالإضافة إلى التهديدات التي رددها التيار الإسلامي بإقامة عصيان مدني.. معنى العصيان المدني، هو شل الدولة ومؤسساتها بأكملها وعدم ممارسة أي عمل.. فلابد من الحوار لمن يعترض، فالحوار هو السبيل الوحيد.. لأن ما يحدث الآن هو تهديد وابتزاز من بعض القوى السياسية وليس فى صالح مصر أو المواطن المصرى. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن