سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
16 ألف مرشد سياحى يودعون 2012 بجيوب خاوية بعد توقف 85% من عملهم.. المرشدون لجئوا لأعمال أخرى بعد حصولهم على لقب "عاطل".. والنقيب: قرارات المسئولين المتخبطة والتغييرات الحكومية والفوضى سبب المعاناة
يودع 16 ألف مرشد سياحى عام 2012، بكثير من الأسى والحزن على ما وصل إليه قطاع السياحة من تدهور لم يسبق له مثيل، وأن تكون مصر "أم الدنيا" ورائدة السياحة العربية من بين الدول التى يتواجد عليها الكثير من التحذيرات من قبل الدول الأجنبية لرعاياها قبل قدومهم لها نظرا لحالة عدم الاستقرار الأمنى الذى تعانى منها، هذا بجانب التغييرات المأساوية للمرشدين على حياتهم المهنية لم يكونوا راغبين فيها، ولكن التدهور الذى طال القطاع السياحى كانوا هم أول المتأثرين به نظرا لكونهم حلقة الوصل الأساسية والركيزة التى تعتمد عليها شركات السياحة فى التواصل مع السائحين فهم سفراء مصر فى الداخل ولكن ليس كما كانوا يتمنون. الدعوات وحدها بالاستقرار وعودة الأمن وتوقف الاحتجاجات الاعتصامات وعودة السياحة بالمعدلات التى كانت تشهدها مصر وتحسن أحوالهم هى الأمنيات التى يستقبل بها المرشدون السياحيون العام الجديد 2013. تدهور أحوالهم المادية والمعيشية عقب ثورة 25 يناير وحتى الآن، دفعهم لتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام وزارة السياحة وأمام مجلس الوزراء للمطالبة بعودة الأمن والاستقرار لعودة السياحة مرة أخرى ولكن الأمور لم تستقر حتى الآن، وهو ما دفع غالبيتهم إلى البحث عن وظائف أخرى بديلة غير الإرشاد السياحى لإيجاد مصدر رزق لهم ولعائلتهم لحين تعافى القطاع وعودة الأمور إلى نصابها. معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، قال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"،" نودع 2012 بكل ما حملته من أسى وصعاب للمرشدين السياحيين ونتمنى أن تكون 2013 هى بداية التعافى السياحى حتى يتعافى معها المرشدون السياحيون مما عانوه هم وأسرهم". وأشار السيد إلى أن 2012 شهدت انخفاض العمل للمرشدين بنسبة 85% مقارنة بعام 2011، حيث يقاس الأمر بعدد المراكب العائمة التى تعمل بالأقصر وأسوان والتى يصل عددها إلى 300 مركب عائم لم يعمل منها على مدار عام 2012 إلا 40 مركبا فقط بإجمالى من 4 إلى 5 مرشدين سياحيين فقط بعد أن كانت المركب الواحدة يعمل عليها ما يزيد عن 100 مرشد سياحى. ولفت نقيب المرشدين السياحيين إلى أن نسبة العمل بالقطاع بلغت 15% فقط، فمصر على منحدر لا يعرف نهايته إلا الله سبحانه وتعالى، مؤكدا أن السياحة لا يمكن أن تعود فى ظل قرارات متخبطة، متسائلا "كيف سيطمئن السائح للقدوم لبلد قرارات رئيس الجمهورية بها يتم التراجع عنها من حين لآخر وحكومات تتغير من وقت للتانى وأمن غير متواجد نهائيا؟". وأوضح السيد أن كثيرا من المرشدين السياحيين لجئوا إلى تغيير مهنتهم فمنهم من لجأ إلى العمل بمراكز الترجمة ومنهم من لجأ لشركات الاتصال ومنهم من عاد إلى عمله الحكومى بعد أن كان قد تركه من أجل مهنة الإرشاد السياحى، موضحا أن النقابة تلقت آلاف الشكاوى من المرشدين ممن تضرروا من التدهور السياحى ولجئوا إلى بيع ممتلكاتهم وسياراتهم من أجل توفير أموال ولقمة عيش لعائلتهم وأطفالهم. وتمنى نقيب المرشدين السياحيين أن يكثف المسئولين بالدولة جهودهم لعودة الأمن والاستقرار مرة أخرى لمصر حتى يعود معها السياحة وتنتعش حركة السياحة الوافدة لمصر، موضحا أن عام 2013 إذا بدأ والأوضاع غير مستقرة كما هى فإنها بداية لا تبشر بالخير ولن تتعافى السياحة نهائيا. ويأتى من بين الحالات التى لجأت لتغيير مهنة الإرشاد السياحى نتيجة تدهور السياحة، نادى نبيه، مرشد سياحى إنجليزى لجأ إلى فتح محل ملابس لتوفير مصدر رزق له وعائلته بعد أن كان يكسب الكثير من مهنة الإرشاد السياحى إلا أن الأوضاع التى مرت بها السياحة والتدهور الذى شهدته جعلته يلجأ لفتح محل بما كان لديه من أموال قد ادخارها من مهنة الإرشاد لحين عودة السياحة مرة أخرى. وأكد نبيه ل"اليوم السابع" أن عام 2011، 2012، كانوا من أسوأ الأعوام التى مر بها القطاع السياحى، ولا نتمنى استمرار الأوضاع هكذا فنحن سفراء مصر فى الداخل ولكن ساء بنا الحال، فهناك زملاء لنا لا يجدون أى مصدر رزق لهم ولأبنائهم، وهناك من أصبح يحمل لقب "عاطل"، وهناك من هاجر للخارج وهناك الكثيرين ممن غيروا مهنتهم إما بالعمل بالبنوك أو مراكز الترجمة أو فتح مشروع صغير لنفسه. وفى السياق ذاته لجأ 4 من شباب المرشدين السياحيين لتكوين شركة صغيرة، متخصصة فى مجال السماعات المترجمة التى يتم توزيعها فى الأماكن السياحية على السائحين للتواصل بينهم وبين المرشدين، لتوفير الترجمة باللغات النادرة واللهجات غير المتوافر فيها مرشدين بمصر، مثل الصربية، والتشيكية، وغيرهم، بعد أن وجدوا أن مهنة الإرشاد لم تجدِ نفعا فى الوقت الحالى.