علقت صحيفة الجارديان على زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما غير المعلنة إلى العراق، أمس الثلاثاء، وقالت إنها تأتى فى الوقت الذى تتزايد فيه المخاوف بشأن تراجع المكاسب الأمنية التى شهدها العراق خلال العام ونصف العام الماضيين. وبينما يتمنى أوباما للعراق مستقبلا آمنا ومزدهرا، فإن الأولوية الرئيسية بالنسبة له ستكون تحقيق انسحاب عسكرى أمريكى منظم من البلاد. ورغم أن أوباما منشغل الآن بباكستان وأفغانستان، إلا أن المشكلة هى أن قضية العراق لم تحل بعد. وتشير الصحيفة إلى سلسلة الهجمات التى تعرضت لها بغداد هذا الأسبوع والتى تعد حدثا له نذر الموت، عبر عن ارتفاع حدة التوترات بين الجماعات السنية، المتمثلة بقوات الصحوة، والحكومة العراقية التى يتزعمها ائتلاف شيعى بقيادة المالكى. وتقول الجارديان إن تلك الهجمات، التى اتهمت فيها القاعدة وما تبقى من كوادر حزب البعث وبعض المتطرفين السنة، ربما كانت تذكيراً لما قد يحدث فى العراق فى حال انسحبت القوات الأمريكية من المدن والبلدات العراقية فى صيف هذا العام، حسب جدول الانسحاب الموضوع فى خطة أوباما . وتتطرق الصحيفة إلى الاستعدادات التى ستسبق الانتخابات العامة التى من المقرر إجراؤها فى ديسمبر من هذا العام، بعد أن حقق المالكى مكاسب كبيرة فى الانتخابات البلدية التى جرت فى يناير الماضى. وترى أن مكاسب المالكى جاءت على خلفية تصعيده للنغمة الوطنية ومزاج التعددية السياسية، والتركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، بدلا من الطائفية والدينية. لكن المسائل التى تتعلق بالرغبة السياسية فى تنحية الطائفية جانباً تواجه شكوكاً ملحة حول قدرة قوات الأمن على حماية المقترعين دون حماية بريطانية أو أمريكية. فالزعماء السياسيون من السنة يشكون من أن المالكى فشل فى توفير وظائف للمواليين السابقين لصدام، ودمج المقاتلين السنة فى القوات المسلحة الوطنية. فبتحويل أسلحتهم نحو القاعدة، فإن الميلشيات السنية مثل أبناء العراق التى تعد جزءاً مما يسمى حركة الصحوة التى دعمها القائد الأمريكى السابق الجنرال ديفيد بترايوس، ساعدت فى تأمين نجاح زيادة القوات خلال عامى 2007 و2008. والآن هناك مخاوف من أن تعود فرق الصحوة إلى طرق المقاومة القديمة. والقتال الشرس الذى حدث مع القوات الحكومية شرق بغداد كان نذيراً بمثل هذه الاحتمالات الرهيبة. ولا يقتصر الأمر على الزعماء المعتدلين فى قلقهم على تفتيت دولة العراق الهشة. ففشل أوباما حتى الآن فى تعيين سفير جديد بدلاً من رايان كروكر يرسل رسالة خطيرة وخاطئة للفصائل العراقية بحسب ما يقوله جون كايل الضابط السياسى السابق التابع لوزارة الخارجية الأمريكية فى بغداد. وكان أوباما قد اختار الجنزال أنتونى زينى لهذه المهمة قبل أن يغير رأيه بشكل محرج ويختار كريستوفر هيل، الذى كان مبعوثاً إلى كوريا الشمالية فى عهد إدارة بوش. ويظل ترشيح هيل عالقاً حتى الآن فى شرك الروتين فى مجلس الشيوخ. ومع اقتراب رحيل حوالى 12 ألف جندى أمريكى من محافظتى بغداد والأنبار فى الشهور القادمة، ظل تساؤل رئيسى يتعلق بما إذا كانت حركة الصحوة التى تتخذ من الأنبار مركزاً لها ستستمر فى دعم الحكومة المركزية، وما إذا كانت الحكومة ستدفع لهم وتدمجهم فى القوات الأمنية.