كراسات الطلبة تتناثر فى كل مكان والديسكات مكسورة ومفككة فى كل مكان بالفصول وخارجها.. حرق لحوائط المدرسة من الخارج والداخل.. بقايا قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش ملقاة على أرض المدرسة.. أنها مدرسة ليسيه الحرية بباب اللوق بعد تدميرها فى أعقاب الاشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية. طلبة وخريجو مدرسة ليسيه الحرية وأولياء أمورهم قرروا عدم السكوت على المهزلة التى حدثت بالمدرسة ونظموا وقفة رفعوا خلالها شعارات مثل:" ليسيه الحرية مش ثكنة عسكرية"،" مدرستى مش هتشترك فى عمل إجرامى ضد المدنيين"،" العساكر دخلوا مدرستى أزاى"،" الثورة من المدارس"،" اتجمعوا الثوار فى ليسيه الحرية"،" إدارة المدرسة مش أمينة على أولادنا"،" المدرسة للتربية والتعليم مش ثكنة عسكرية"،" مدرستى مكان تدريس مش قسم بوليس"،" أن مت يا أمى متبكيش أنا كنت رايح المدرسة". د. هاجر صلاح الدين، من خريجى مدرسة ليسيه الحرية وطبيبة بيطرية، قالت، ل"اليوم السابع"،" انتمائنا للمدرسة يكاد يكون بنفس القدر لمصر ولا نوافق على أن مدرستنا تشترك فى عمل إجرامى ونرفض أن يتم الاعتداء على المتظاهرين أيا كانت انتماءاتهم أو أهدافهم من داخل أسوارها". وأوضحت أن "المدرسة تعتبر من الآثار ليس لأنها أول مدرسة فرنسية فى مصر بناها نابليون بونابرت فقط ولكن القيمة التاريخية لها لا تعوض ومحتوياتها لا تقدر بثمن سواء التراث المعمارى، متحف الجيولوجيا، المسرح، معامل الكيمياء أو المقتنيات واللوح الفنية، وسيكون مصيرها كمصير المجمع العلمى، غير أنها حرم مدرسى وليست ثكنات للشرطة أو أى متعدى". وأشارت إلى أنهم فوجئوا بعساكر الداخلية يدخلون مدرستهم فى الأحداث الأخيرة، وذلك بالرغم من أن المدرسة لم يتم اقتحامها من قبل فى أحداث الثورة من بدايتها، لذا توجهوا لإدارة المدرسة ليسألوا عن سبب ذلك ولكن لم تستجب لهم إدارة المدرسة ولم ترد عليهم. وأكدت أن أولياء الأمور متأكدون أن إدارة المدرسة هى التى سمحت لعساكر الداخلية بالدخول لمهاجمة المتظاهرين من الداخل، وهو ما نتج عنه تدمير كل شىء داخل المدرسة، مطالبة وزارة الداخلية بتسليم المدرسة على الفور، لأن لا يزال هناك عدد من عساكر الداخلية بالمدرسة رغم إعلان وزارة الداخلية تسليمها للمدرسة. وأوضحت أن مطالب خريجى مدرسة ليسيه الحرية بباب اللوق هى إخلاء الأسطح والفصول تماما من قوات الأمن، تأمين بوابات ومبانى المدرسة، التحقيق الفورى مع إدارة المدرسة متمثلة فى السيدة مديرة مدارس ليسيه الحرية بباب اللوق المسئولة بشكل مباشر عن استخدام المدرسة فى ضرب المدنيين سواء بالتصريح لهم بالدخول أو عدم التحرك بأخذ إجراءات قانونية لإخلاء مسئوليتها. وأوضحت أنهم طالبوا أيضاً أن وزارة الداخلية تتحمل كافة الاصلاحات الناتجة عن إتلاف ممتلكات المدرسة، مضيفة أن إدارة المدرسة مسئولة تماماً عن كل ما حدث ولا بد من فتح تحقيق معهم وبشكل خاص المديرة. ومن جانبها قالت شيم العدل، من أولياء أمور طلبة مدرسة ليسيه الحرية، إن أولياء الأمور متأكدون أن قوات الأمن دخلت المدرسة بأمر من المديرة يوم 19 نوفمبر الماضى الساعة 2 ونصف ظهراً، مطالبة بفتح الجزء الثانى من المدرسة والذى لم تحدث فيه أضرار كبيرة، حتى يدرس به الطلبة، بدلاً من أن يتم توزيعهم على المدارس المجاورة.