لا ل«تسييس» نقابة الصحفيين

إن الأحداث المؤسفة التى شهدتها الجمعية العمومية للصحفيين يوم الأحد الماضى، تؤكد أن هناك شيئا خطأ، طرأ على المجتمع الصحفى، فقد وضح للجميع أن هناك محاولات واضحة لتسييس النقابة، وأصباغها بلون واحد، وإقصاء باقى الأصوات المخالفة للكتلة اليسارية بمختلف درجاتها، بالرغم من أن ما كان يميز نقابتنا أنها للجميع، وأن كلا منا كان يخلع رداءه السياسى على أبواب النقابة، لتكون مصلحة النقابة هى العليا، والمهنة هى الهدف والمقصد.
لكن ما قام به صحفيو الكتلة اليسارية يوم الأحد الماضى، أكد لنا أن هناك محاولات لجرف النقابة لحالة الصراع السياسى، وخير دليل على ذلك الهتافات السياسية التى ملأت أرجاء النقابة، والتى بعدت كل البعد عن جدول الأعمال، مما أثار حفيظة الحضور وأدى إلى هذه الحالة والصورة التى خرجت عليها هذه الجمعية التى لم تكتمل.
ولا يختلف اثنان أن كل الصحفيين يرفضون تقييد الحريات، أو منع الآراء أو مصادرة الصحف، وكلنا ناضلنا على مدار تاريخ هذه النقابة من أجل انتزاع حقوقنا، التى سنستمر من أجل إتمامها بالشكل الذى يرضى الجماعة الصحفية، لكن ما نرفضه أن يزج بالنقابة فى صراع سياسى كما حدث فى نادى القضاة، وذلك لتغليب طرف على طرف، وفى سبيل هذا الهدف استبيحت كل الأعراف والقوانين النقابية، فقد وجدنا الأغلبية اليسارية بمجلس النقابة تحاول أن تخرج علينا ببيان مسيس، بالرغم من أن الجمعية لم تكتمل، فكيف لجمعية لم تكتمل نصابها القانونى، أن تصدر قرارات، مع العلم بأن مجلس النقابة ارتكب خطأ قانونيا هاما أنه أصدر قرارا بمد الجمعية لمدة ساعتين، بالمخالفة للقانون النقابى الذى لا يسمح بذلك، ورغم ذلك لم تكتمل أيضاً الجمعية، كما وجدنا لأول مرة محاولة جادة من التيار اليسارى لإهانة النقيب ونزع صلاحياته فى إدارة الاجتماع، ولولا ضغط الصحفيين ما تمكن النقيب من ممارسة مهامه.
وبوضوح نجح الصحفيون فى إجهاض مخطط للإطاحة بنقيب الصحفيين، وذلك ليخلو الجو لليسار من أجل إحكام سيطرته على النقابة، كما نجح الصحفيون أيضا فى فرض إرادتهم ورفضوا القرارات غير القانونية التى أصدرها بشكل غير قانونى مجموعة من المجلس.. ولا أستطيع أن أنسى حجم الإهانة التى تعرض لها النقيب والصحفيون المعارضون للكتلة اليسارية أثناء هذه الجمعية المشؤومة، ولكن نجحت إرادة الصحفيين فى إجهاض محاولة صبغ النقابة بلون سياسى والدخول فى حالة الصراع التى ليس للنقابة فيها مصلحة.
وهنا أدعو أبناء نقابتنا أن نعود لطبيعة هذه النقابة التى تعارفنا عليها، ونسرع بلم الشمل وتكون مصلحة النقابة والمهنة فوق أى مصالح أيديولوجية أو فكرية أو حزبية ضيقة.