"رباعى فاللو" معيب خلقى يصيب قلوب الأطفال

لا تقتصر أمراض القلب على البالغين من الذكور والإناث، فحسب، بل تصيب، كذلك الأطفال، وبخاصة الأجنة فى بطون أمهاتهم. وللتعريف بهذا المرض، وكيفية علاجه، يوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، أن "رباعى فاللو" هو تشوه قلبى ولادى يحصل أثناء تشكل الجنين. أما كلمة رباعى، فتعنى أن هناك أربعة تشوهات فى القلب هى: تضيق فى الشريان الرئوى.. أى الذى يأخذ الدم من القلب إلى الرئتين كى يؤكسج، وجود ثقبة فى القلب بين البطينين، حدوث ضخامة فى البطين الأيمن، انزعاج الشريان الأبهرى، الذى يأخذ الدم من البطين الأيسر إلى كافة أنحاء الجسم باتجاه البطين الأيمن.
أما كلمة "فاللو" فتدل على اسم العالم الذى وصف هذا التشوه، والمشكلة الأساسية هى نقص الدم، الذى يؤكسج فى الرئتين. لذلك سوف يعانى الطفل، مع مرور الوقت، من نقص الأكسجة، لذا سوف يصبح لونه أزرق، يظهر أولاً فى الشفاه والأظافر، وسيكون نموه أقل من أقرانه من نفس العمر. ويمكن أن نلاحظ أن أصابعه، وبخاصة الأظافر زرقاء ومدورة فى شكل المضرب. أما عن العلاج فيكون بإجراء جراحة لتصحيح هذا التشوه. وفى البلاد المتقدمة تجرى فى عمر ستة أشهر، أما فى بلادنا فتجرى فى عمر سنتين. وقد نحتاج لإعطائه بعض الأدوية كى تجرى الجراحة.
وغالباً نستطيع أن نجرى الإصلاح الجراحى، ولكن فى بعض الحالات القلبية، التى يشكو فيها الطفل من اضمحلال شديد فى الشريان الرئوى وفرعيه الأيمن والأيسر، نقوم بالجراحة على مرحلتين: الأولى بين الشريان الرئوى والشريان الأبهر، أو تحت الترقوة، حتى نزيد من مقدار الدم الذاهب إلى الشريان الرئوى وفروعه، وبالتالى يكبر وينمو، وبذلك نستطيع، بعد عدة شهور، إجراء الإصلاح الجراحى الكامل. ونسبة نجاحها فى البلدان المتطورة تصل الى 85-95٪، أما فى بلدنا فتصل نسبة النجاح إلى 75-90٪. وإذا كانت العملية ناجحة، وأجريت فى عمر مبكر، فإنه ينمو كغيره من الأطفال، ويصبح شاباً ويستطيع أن يدخل المدرسة كغيره من الأطفال، وقد لا يحتاج إلى أدوية.
ولكل جراحة بعض المشاكل، وهى قليلة ولا تتجاوز 10-15٪، لكننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن نخبر الأهل قبل الجراحة، لأنها قد تحصل وإن كانت قليلة، وهى إصابة الحزمة الناقلة، أى المسئولة عن تنظيم ضربات القلب، وقد نحتاج لزرع بطارية لتنظيم ضربات القلب، وهذا نادر.
الجدير بالذكر أن هناك عددا بسيطا من الأطفال يعود تضيق الشريان لديهم، ويحتاجون لإجراء جراحة توسعية، أو قد نستطيع توسيعه بالقسطرة دون إجراء جراحة أيضاً. وهذا يحدث عند قلة من الأطفال، وهذا الإجراء غير خطير.