في مؤشر كبير علي تقدم مستوي الأطباء في مصر بما لا يقل عن المستوي العالمي نجح فريق طبي بمستشفي أبوالريش الجامعي للأطفال بتحقيق انجاز علمي لأول مرة يتم تحقيقه في مصر, حيث استطاع الفريق اجراء أول عملية جراحية ناجحة لإصلاح كامل لإنعكاس شرايين القلب وزراعة الشرايين التاجية لطفل عمره10 أيام ووزنه2.5 كيلو جرام خلال6 ساعات تحت اشراف د. ياسر منيسي استاذ جراحة القلب والصدر بمستشفي قصر العيني, وداخل غرفة العمليات, حيث يرقد الطفل صابر جاد الكريم أحمد داخل لفافة معقمة طبيا ويظهر علي ملامح وجهه لون مزرق منذ ولادته, بالإضافة إلي صعوبة في التنفس وتم وضعه في حضانة المبتسرين منذ وصوله المستشفي وتم اخضاعه للموجات الصوتية التي اظهرت صورتؤكد وجود انعكاس في الشريانين الرئيسيين للقلب, حيث يخرج الشريان الرئوي من البطين الأيسر والشريان الأورطي من البطين الأيمن, بالإضافة إلي وجود ثقبين بين البطينين والأذينين وتم عمل قسطرة عاجلة للطفل باشراف الدكتوره سونيا الصعيدي استاذ أمراض القلب لتوسيع الثقب بين الأذينين من أجل تحسين نسبة الأوكسجين بالدم حتي اجراءالجراحة اللازمة لاصلاح إنعكاس الشرايينSwith وعودتهما إلي حالتهما الطبيعية حتي لا تحدث عوائق مستقبلية للطفل. وتمكن الفريق المعالج من التوصل إلي الشريان الأورطي الذي يخرج من البطين الأيمن وكذلك الشريان الرئوي الذي يخرج من البطين الأيسر وإعادة توصيل كل منهما, كما تم تشريح الشريان التاجي الأيمن والأيسر وإعادة زراعتهما بالشريان الأورطي الجديد. وأضاف الدكتور ياسر منيسي أن الفريق الطبي استطاع بمهارة مهنية عمل رقعة صناعية لاغلاق الثقب الموجود بين الأذينين والبطينين باستخدام ماكينة القلب الصناعي, مشيرا إلي أن هذه الجراحة تعتبر من أدق وأخطر جراحات القلب للأطفال خاصة الرضع منهم وتجري لأول مرة بأيد مصرية100% وتحتاج إلي خبرة عالية من الفريق الجراحي وهيئة التمريض للوصول إلي نجاح العملية بكفاءة عالية والطفل حاليا بصحة جيدة ويمارس حياته طبيعيا. وفي وحدة الرعاية المركزه بالمستشفي الياباني تؤكد زينب صلاح رئيس وحدة رعاية القلب والصدر إنه فور وصول الطفل صابر تم اجراء التحاليل اللازمة له بعد وضعه في حضانة خاصة عدة أيام استعدادا لاجراء العملية الجراحية التي تعتبر نادرة الحدوث في مصر وتعتبر الأولي من نوعها لذلك وضع الفريق الطبي المشارك في العملية كل الامكانيات, مشيرة إلي أن عملية انعكاس الشرايين في القلب تعتبر من أدق جراحات القلب وترجع أهمية هذه الجراحة إلي التقنية الجراحية التي تحتاج اليها, بالإضافة إلي أهمية اجراء الجراحة بعد الولادة مباشرة بحد أقصي 21 يوما وهذا العمر الحرج للطفل, حيث لم يتعد10 أيام من ولادته مما يضع العملية الجراحية محفوفة بالمخاطر وذلك لعدم اكتمال نمو أجهزة الجسم الحيوية, ولذلك فإن هناك الكثير من المشاكل التي يمكن التنبؤ بها مبكرا لمنع حدوثها أو سرعة التصرف في حالة حدوثها. وتؤكد أن مرضي العيوب الخلقية يلقون رعاية خاصة نظرا لصعوبة العملية وتعقيداتها مما يتطلب وجود أطباء علي مستوي عال من الكفاءة والدقة, بالإضافة إلي اعداد جيد من هيئة التمريض لاستقبال مثل هذه الحالات, مشيرة إلي أن وحدة الرعاية تستقبل400 حالة سنويا وبعد التجديدات الحديثة التي انتهت أخيرا برعاية الدكتور العالمي المصري مجدي يعقوب الذي اشرف علي كل صغيرة وكبيرة وحرص علي تجهيزه بالكامل ليضاهي المراكز العالمية. واضاف الدكتور ياسر منيسي استاذ القلب والصدر انه عقب اجراء الجراحة تم نقل الطفل إلي وحدة الرعاية في حالة مستقرة من حيث قياس الضغط والنبض بالاستعانة بأدوية خاصة لتقوية عضلة القلب حتي يتم التكيف الطبيعي للقلب, مشيرا إلي أن الطفل ظل تحت رعاية كاملة داخل وحدة الرعاية لمدة12 يوما حتي خرج بحالة جيدة, وأضاف أنه مع التقدم الهائل في التشخيص المبكر لعيوب القلب الخلقية للأطفال حديثي الولادة فإن معظم هذه العيوب يتم التدخل الجراحي لها مبكرا, مشيرا إلي أن من المشاكل الأخري التي يمكن حدوثها للأطفال حديثي الولادة مشاكل التنفس الصناعي الأمر الذي قد يتطلب وضع المريض لفترة طويلة علي جهاز التنفس الصناعي, الأمر الذي قد يتسبب في حدوث التهابات في الصدر وذلك لعدم اكتمال نمو الجهاز المناعي للطفل.