تباشر نيابة أمن الدولة، التحقيق فى مقتل مسلح خلال تبادل لإطلاق الرصاص مع الشرطة، فجر اليوم الأربعاء، بمنطقة المثلث بمدينة نصر محافظة القاهرة، حيث أمرت بتشريح جثته، كما تم التحفظ على الأسلحة النارية والقنابل، التى كانت بحوزته، والتى عثر عليها بمخزن بالطابق الأرضى أسفل العقار عقب اقتحام المنزل. وانتقل "اليوم السابع" إلى المكان، الذى شهد الاشتباكات وروى شهود عيان التفاصيل الكاملة، حيث ذكر أحمد صابر، موظف من سكان العقار رقم 61 محل الواقعة، أنه وأصدقاءه، الذين يقيمون بالشقة توجهوا لأداء صلاة الفجر وعقب عودتهم للشقة فوجئوا بإطلاق أعيرة نارية كثيفة وسادت حالة من الرعب بينهم، وعندما حاولوا استكشاف الأمر من خلال فتح النوافذ شاهدوا عددا كبيرا من سيارات الشرطة وقوات الأمن المركزى تحيط بالمنطقة ويتبادلون إطلاق النار مع شخص بالشقة أسفلهم، وطالبهم رجال الشرطة بالتزام أماكنهم وعدم الخروج حتى لا يتعرضوا للخطر. وبمرور ما يقرب من ساعة ونصف من الاشتباكات، فوجئوا بتصاعد الأدخنة من بلكونة شقتهم وفوجئوا، عقب ذلك بألسنة النيران تلتهم النوافذ والأبواب واشتعلت بكافة طوابق العقار، وبدأت حالة من الذعر تنتشر بين السكان، الذين أسرعوا للهروب قبل أن تلتهمهم النيران وسط أدخنة أضعفت رؤيتهم، كما قام رجال الحماية المدنية بمساعدة السكان على النزول من النوافذ بواسطة السلالم الخاصة بسيارات الإطفاء. وأضاف الحاج محمد السيد من سكان العقار، أن النيران أتت على كافة محتويات شقق السكان، وحولت الأثاث إلى رماد ووصف الاشتباكات، بأنها كانت بمثابة مشهد من حرب شرسة بين رجال الشرطة وبين الشخص، الذى يقيم بالطابق الثانى، والذى استأجره منذ ما يقرب من أربعة أشهر، بالإضافة إلى استئجاره الطابق الأرضى، والذى حوله إلى مخزن. وقالت إحدى سكان المنزل المحترق، إنهم فقدوا مسكنهم وأصبحوا بلا مأوى بعد أن دمرت النيران كافة ممتلكاتهم، وأكدت أنهم فشلوا فى منع امتداد النيران، حتى أتت على كل ما يملكونه مطالبة المسئولين بسرعة توفير مأوى لهم خاصة أن فصل الشتاء قارب على البدء، وأنهم لن يتحملوا الصقيع والبرد. وقد وصف الأهالى الشخص المسلح، الذى قتل أثناء الاشتباكات أنه لم يكن له أى علاقة بجيرانه، ولم يشاهدوه سوى مرات قليلة طوال فترة إقامته بالمنزل وأكدوا أنه كان بصحبته ما يقرب من 4 أشخاص آخرين يقيمون بالشقة محل الواقعة. من ناحية أخرى ما زالت الأجهزة الأمنية تكثف من تحرياتها للتوصل إلى حقيقة انتماء القتيل إلى خلية إرهابية هدفها التخريب، وأن الأسلحة التى تم ضبطها، والتى هى عبارة عن أسلحة آلية وقنابل وذخيرة مهربة من ليبيا عبر الحدود كانت تستخدم لهذا الغرض. كما تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء أسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، لجمع المعلومات لكشف باقى شركاء القتيل، ومن لهم علاقة به، حيث يتم الاستماع لأقوال الجيران للتوصل إلى أوصاف المترددين عليه لتحديد هويتهم. وذكر مصدر أمنى أن معلومات وردت إلى ضباط مباحث القاهرة تفيد بتواجد أحد الأشخاص يحتمل أنه يحمل جنسية دولة عربية داخل العقار محل الواقعة بحوزته كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وأنه قد تكون له علاقة بخلية إرهابية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية الأزمة والاستعانة بقوات الأمن المركزى استعدادا لأى اشتباكات قد تحدث، وأثناء مداهمة مسكن المتهم قام بإطلاق الأعيرة النارية وإلقاء القنابل، مما دفع رجال الشرطة لمبادلته إطلاق الرصاص وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، حتى سقط المسلح قتيلا واشتعلت النيران بالمخزن، وتم نقل جثته إلى المشرحة لمعاينتها وتشريحها.