ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن تعزيزات من الجهاديين الأجانب المسلحين، تتوافد حاليا على شمالى مالى عبر ليبيا استعداداً للقتال والمشاركة فى الحرب. وأشارت الصحيفة، فى عددها الصادر اليوم الأربعاء، إلى أن هؤلاء ينضمون إلى صفوف الجماعات الإسلامية التى تسيطر على الشطر الشمالى من مالى منذ ستة أشهر، وذلك بالتوازى مع الاستعدادات الجارية للتدخل العسكرى الأفريقى فى هذه المنطقة. وأضافت الصحيفة نقلا عن أحد سكان منطقة "جاو" التى تسيطر عليها تلك الجماعات، أن سيارات دفع رباعى وصلت إلى المنطقة خلال الأيام الماضية، وتحمل على متنها عدداً من الجهاديين الأجانب، لاسيما من السودانيين والتونسيين والعرب مدججين بالأسلحة، وأن عددهم يتراوح ما بين 100 إلى 150 شخصا. كما نقلت الصحيفة عن حبيب ولد يوسف - أحد القادة بمدينة غاو بشمال مالى - قوله "إنهم يريدون الحرب.. ونحن على طريقها.. وإخواننا (الجهاديون) يأتون من كل مكان". وأوضحت الصحيفة - وفقا لمسئول بالمدينة- أن هؤلاء القادمين الجدد استقروا فى مخيم على بعد بضعة أميال من شرق المدينة "مثل كل الإسلاميين، فهم لا يقيمون فى قلب المدن ولكن فى الأطراف"، مشيرا إلى أن غالبية هؤلاء هم من الشباب. وأكدت صحيفة "لوفيجارو" أن الجماعات المتطرفة قامت بنقل الأسلحة الثقيلة من منطقة غاو إلى المنطقة المجاورة، وأن مجموعة أخرى من المرتزقة الأجانب انضموا إلى صفوف الجهاديين فى "تمبكتو" التى تسيطر عليها "طوارق أنصار الدين" والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى. وذكرت الصحيفة، نقلا عن عدة مصادر، أن هذا التدفق من السلفيين هو نتيجة وصول قافلة كبيرة قادمة من ليبيا، وتضم ما بين 50 إلى 60 مركبة، وصلت نهاية الأسبوع إلى مالى بعد عبور شمال النيجر. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذه القافلة الجديدة من الجهاديين والسلفيين هدفها فى المقام الأول لا يتمثل فى تعزيز القوات، إنما إمدادهم بالأسلحة، حيث ذكرت وسائل الإعلام المحلية خلال الأسابيع الماضية أن هناك ارتفاعا فى أسعار الذخيرة بشمال مالى، وهو ما يعكس أن هناك نقصا فى الأسلحة. ونقلت "لوفيجارو" عن عسكريين غربيين وخاصة الفرنسيين - الذين يلتزمون بتوفير الدعم اللوجستى للجنود الأفارقة - قولهم إن هذه القوافل الجهادية تطرح أسئلة حول الموارد المتاحة لهؤلاء الإسلاميين، وترسانتهم التى تعود إلى الودائع التى استولت عليها فى شهر مارس الماضى من الجيش المالى، ولكن بشكل أكبر تأتى من ليبيا، من المخزون السابق لجيش معمر القذافى الذى كان يمتلك أسلحة ثقيلة، بما فى ذلك صواريخ أرض-جو روسية الصنع، وهى غير متواجدة الآن.