مؤتمر حرية الفكر بالإسكندرية يحذر من سيطرة فصيل واحد على الدستور

أكد الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق أن ازدياد حرية الفكر والتعبير عقب ثورة 25 يناير أدى إلى نوع من أنواع الانفلات فى الفكر فى بعض الأحيان، وأدى أيضا إلى ممارسات خاطئة باسم حرية الفكر والتعبير.
وأضاف - فى الجلسة الافتتاحية لفعاليات اللقاء الفكرى الذى نظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مساء اليوم الجمعة بالإسكندرية، بعنوان: "مستقبل حرية الفكر والتعبير فى مصر"، والذى يستمر يومين - إن فكرا إسلاميا متشددا فرض نفسة على الساحة ووجد الوقت مواتيا له للظهور الآن، بجانب الفكر الوسطى الذى يمثلة الأزهر الشريف مشيرا إلى أن أصحاب هذا الفكر يحاولون فرض رأيهم وتفسيراتهم على الشعب المصرى.
وقال: "لا يجوز سيطرة تيار معين وفكر متطرف على الدستور"، مشيرا إلى أن هناك بعض الطوائف كالشيعة أصبحت تطالب حاليا بمواد لها فى الدستور، وكأن كل طائفة بالمجتمع المصرى أرادت استخدام حرية الفكر لتمثل نفسها كقوة.
وحول الخلاف بين أحكام أو مبادئ الشريعة الإسلامية، قال: "هذه الأمور لا يصح مناقشتها فى الدستور، حيث إن الدساتير تتحدث عن عموميات وليس تفصيلات"، متسائلا عن لماذا التشدد والتشبث والتعصب حول أحكام الشريعة الإسلامية.
وعن وضع المرأة قال: "التخوف من إضافة كلمة (مع عدم الإخلال بالشريعة الإسلامية) يأتى من الاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر"، لافتا إلى أن بعض تلك الاتفاقيات قد تخالف معتقداتنا كشرقيين، وتخالف أحكام الشريعة الإسلامية، مطالبا بالتمسك بكلمة "مبادئ" بدلا من "أحكام".
وقال الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى فى اللقاء، إن ما يحدث فى مصر الآن هو انعكاس خاطئ للأوزان النسبية فى المجتمع، وأضاف: "هناك خدع نتعرض لها اليوم تحت مسمى حرية الفكر والتعبير أهمها وضع دور الدين فى الدولة كبديل للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن المجتمع استسلم لأولويات خاطئة لمدة عشرين شهرا بالجدال حول المادة الثانية التى بقيت كما هى بالدستور.
ومن جانبه أكد الدكتور جابر عصفور – المفكر والكاتب –أن حرية التعبير والفقه سؤال مطروح على النخب المصرية منذ مطلع النهضة المصرية، وأنه ليس وليد اللحظة، مشيرا إلى أن قضية حرية التعبير مطروحة دائما على المجتمعات المختلفة فى انتقالها إلى مرحلة النهضة والتقدم، وأضاف: "أن مقياس الأغلبية خاصة فى مجتمع يعانى من الأمية كما فى مصر والتى تصل إلى 50% يمثل خطرا على الإبداع وحرية الفكر"، مؤكدا على أننا فى مأساة الهوة الواسعة بين النحبة والجماهير.
وشدد"عصفور" على أن مقياس الأغلبية مقياس خداع ويقبل عليه الديكتاتوريون لتضليل الشعب، وقال: "الحرية لا تزدهر إلا بعد ثورة جذرية تهز المجتمع من جذورة مثل ثورة 1919".