اتهمت الولاياتالمتحدة مقرر الأممالمتحدة الخاص لحقوق الإنسان ريتشارد فوك، بالتحيز فى تقريره الذى أصدره عن نتائج التحقيق الذى أجراه فى غزة بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع مؤخرا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت وود، إن الولاياتالمتحدة أعربت مرارا عن قلقها إزاء آراء فوك فى التعامل مع هذه المسألة. وقال وود، إن واشنطن تعتقد أن هذه الآراء متحيزة وغير عادلة. متوقعاً أن تتوالى الدعوات إلى إجراء تحقيق فيما حدث سواء من هذا الجانب أو ذاك، رافضا الإفصاح عما إذا كانت واشنطن تؤيد دعوة القس الجنوب أفريقى ديزموند توتو ومنظمة العفو الدولية إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، للنظر فيما إذا كانت جرائم حرب قد ارتكبت فى غزة خلال الحرب الإسرائيلية التى استمرت ثلاثة أسابيع. وأضاف أنه إذا كان لأى تحقيقات أن تتم فى هذه المسألة فينبغى أن تأخذ فى الحسبان الوضع والحقائق الماثلة على الأرض، وألا تكون منحازة. كان فوك ذكر فى تقريره الذى رفعه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف أمس الاثنين، أن الهجوم الذى شنه الجيش الإسرائيلى على غزة يشكل واحدة من أعظم جرائم الحرب. وقال فوك إذا لم يكن من الممكن للجيش الإسرائيلى، إن يميز بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية فإن شن الهجوم فى حد ذاته عمل غير قانونى، ويمثل جريمة من أكبر جرائم الحرب حسب القانون الدولى. كما أن هذا الاستنتاج تم التوصل إليه بناءً على الأدلة الأولية، داعيا إلى تشكيل مجموعة مستقلة من الخبراء للبحث فى إمكانية التحقيق فى جرائم حرب ارتكبتها القوات الإسرائيلية فى غزة ضد الفلسطينيين. تضمنت الانتهاكات التى رصدها فوك فى تقريره استهداف مدارس ومساجد وعربات إسعاف، واستخدام أسلحة محرمة منها الفوسفور الأبيض. وفى المقابل اعتبر المتحدث، أن إطلاق حماس لصواريخ على أهداف مدنية بجنوب إسرائيل بمثابة جريمة حرب أيضا. ووصف الحصار الذى ضربته إسرائيل على 1.5مليون فلسطينى فى قطاع غزة أثناء الحرب بأنه جريمة حرب أخرى وجريمة ضد الإنسانية. كما أن الهجوم ربما لا يكون مبررا قانونيا، وبالتالى فهو يمثل جريمة ضد السلام، وهو مبدأ أرسته محاكم نورمبيرج التى أقيمت للنازيين عقب الحرب العالمية الثانية. يذكر أن مقرر الأممالمتحدة الخاص لحقوق الإنسان ريتشارد فوك، أستاذ قانون أمريكى ومحقق مستقل استعان به مجلس حقوق الإنسان لإعداد التقرير، إلا أن إسرائيل رفضت السماح له بدخول أراضيها. واقترح فوك تشكيل مجلس الأمن لمحكمة جنائية مختصة لمحاسبة من ارتكبوا جرائم الحرب فى غزة، نظرا لأن إسرائيل لم توقع على نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية. ووصف ما فعلته إسرائيل فى غزة بأنه يذكر بأبشع أنواع التعذيب والمعاناة التى تعرض لها اليهود البولنديون على أيدى النازيين.