الاحتفال بذكرى 30 عاماً على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية "كامب ديفيد" يأتى بارداً وجافاً هذه المرة، بعد مجىء اليمين الإسرائيلى المتطرف إلى السلطة، وتولى زعيم حزب إسرائيل بيتنا ليبرمان منصب وزير الخارجية فى حكومة نتانياهو. التدهور فى عملية السلام، هو الذى جعل المناسبة تمر مروراً عابراً، كما يؤكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، رغم أنه يرى فى كامب ديفيد إيجابيات كثيرة، لم تنجح دولة مثل سوريا فى تحقيقها، متوقعاً أن تكون هناك حرب بين مصر وإسرائيل كل 10 سنوات، لو لم توقع مصر اتفاقية السلام وتستعيد جميع أراضيها المحتلة، لكن الكثيرين يعتقدون أن مجىء ليبرمان سيعيد الأمور للمربع صفر، كما يقول الدكتور حسن وجيه، أستاذ المفاوضات الدولية بجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن المشاكل لن تنتهى بين شركاء السلطة فى إسرائيل، وخاصة فى العلاقات مع مصر والسعى لإفشال حوار الفصائل الفلسطينية بكل السبل، ومحاولة إلقاء تبعات تهريب السلاح إلى غزة على النظام المصرى. لا يستبعد سعيد أن يقدم ليبرمان على إحداث سلام، رغم كونه عدوانياً لا يعترف بالسلام، وغير مقدر لاتفاقية كامب ديفيد ودائم الهجوم على مصر، مقارناً إياه بارييل شارون، الذى أقدم على الانسحاب من غزة من طرف واحد. السفير ناجى الغطريفى، رئيس حزب الغد السابق "جبهة أيمن نور" يتفق مع سعيد، مؤكداً أن ليبرمان لا يعيش فى جزر منعزلة ولا شك أن وجود إدارة أمريكية برئاسة أوباما وتغير فى المجتمع الدولى بعد حرب غزة، سيجعل ليبرمان معزولاً بأفكاره العنصرية أو مضطراً للانصياع للضغوط الأمريكية والأوروبية. ماذا تبقى من كامب ديفيد غير سفارة مثيرة لتحفظات الغالبية من المصريين ومركز أكاديمى مجمد نشاطه منذ حرب الصيف فى لبنان 2006، وجمعية للسلام مجمدة منذ الانتفاضة ومجىء شارون للسلطة.