أجواء من التوتر تسود العلاقة بين القاهرة وتل أبيب منذ إطلاق وزارة الخارجية المصرية التصريحات الأخيرة التى أعربت فيها عن مخاوفها من الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو وأفيجدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، التى سيغلب عليها الطابع اليمينى المتطرف تجاه السلام. الخارجية المصرية أوضحت من خلال تصريحاتها أنها قلقة على مستقبل السلام فى المنطقة من حكومة نتانياهو المتطرفة، وبخاصة بعد تحالفه مع حزب "إسرائيل بيتنا" الذى يرأسه عضو الكنيست المتطرف أفيجدور ليبرمان المعروف بكراهيته وعدائه الشديد للعرب، وأيضا أوضحت الخارجية أنها ترفض هذا التحالف الذى تم على أساسه اختيار نتانياهو لليبرمان، ليتولى منصب وزير الخارجية فى الحكومة الجديدة الذى يقوم بتشكيلها بعد تكليف الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بتولى هذه المهمة. موقف الخارجية المصرية الرافض لحكومة نتانياهو المتطرفة، ولاختيار ليبرمان وزيرا للخارجية، يرجع فى الأساس إلى اعتراض القاهرة على تولى شخصية عدائية مثل ليبرمان لحقيبة إسرائيل الدبلوماسية، فالقاهرة لا تستطيع حتى الآن نسيان تصريحات ليبرمان المعادية لمصر، التى هدد فيها بضرب السد العالى بالصواريخ، وادعائه بأن مصر تنوى مهاجمة إسرائيل عسكريا وأنها تنتظر الفرصة لضربها من سيناء، إلى أن وصل الأمر به منذ أشهر إلى اتهامه لمصر بمعاداة السامية لأنها الدولة الوحيدة التى لديها متحف تذكارى لقائد القوات الألمانية النازية إيروين رومل، ولديها أيضاً السفير محمد بسيونى الذى قال إنه كان يعمل جاسوساً فى إسرائيل بجانب عمله الدبلوماسى كسفير سابق لمصر فى إسرائيل، كما تطاول ليبرمان على الرئيس مبارك بسبب عدم زيارته لإسرائيل حتى وقتنا هذا، قائلا فى الكنيست الإسرائيلى" إذا كان مبارك لا يرغب فى زيارة إسرائيل .. فليذهب إلى الجحيم ". وفى المقابل، نقلت الصحف الإسرائيلية التصريحات التى أعلنتها الخارجية المصرية، وبعد أيام عادت لتنشر صحيفة هاآرتس الأربعاء الماضى تأكيدات ياسر رضا السفير المصرى فى إسرائيل على أن القاهرة مستعدة للتعاون مع الحكومة الجديدة ولتناسى تصريحات ليبرمان، وبخاصة التصريحات التى تطاول فيها على شخص الرئيس مبارك، كما نقلت الصحيفة قول رضا بأن مصر ستوجه دعوة رسمية إلى بنيامين نتانياهو لزيارتها بمجرد انتهائه من تشكيل الحكومة التى سيرأسها. ولكن، عادت صحيفتا هاآرتس وجيروزاليم بوست أمس الخميس لتنشراً تقريرين أشارتا فيه إلى أن رفض القاهرة لاختيار ليبرمان وزيرا للخارجية سيؤدى إلى احتمال مقاطعة السفير ياسر رضا الاحتفال بذكرى مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد عام 1973، إلا أن صحيفة هاآرتس نشرت فى نفس اليوم تقريرا أكدت أن حسام زكى المتحدث باسم الخارجية نفى تماما استعداد السفير ياسر رضا لمقاطعة الاحتفال بذكرى معاهدة السلام بين البلدين، موضحة أن زكى أكد للمسئولين الإسرائيليين ولصحيفة جيروزاليم بوست أن القاهرة لا تخطط لمقاطعة الاحتفال بذكرى معاهدة السلام ولكنها لن تستطيع تجاهل تعيين ليبرمان، الذى أهان الرئيس مبارك، وزيرا للخارجية. يذكر أن الصحف العبرية نقلت الأسبوع الماضى تصريحات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط خلال زيارته إلى الاتحاد الأوروبى فى العاصمة البلجيكية بروكسيل، والذى قال فيها "إن اختيار ليبرمان لمنصب وزير الخارجية سيضر بعملية السلام فى المنطقة لأنه شخصية متطرفة هاجمت مصر وهددتها بضرب السد العالى". ليبرمان "الكاره للعرب".. سيرة ذاتية ◄ تثير مواقف ليبرمان (50 عاماً) المتطرفة والوقحة غضب الكثيرين داخل وخارج إسرائيل بسبب كراهيته للعرب وسلاطة لسانه وهجومه على الدول العربية، ويُنتقد أيضاً لتبنيه حملة عنصرية عدائية موجهة ضد عرب إسرائيل، ويرى معارضوه أنه متطرف وفاشى وعنصرى، ويمثل خطراً حقيقياً على عرب إسرائيل الذين يمثلون 20% من سكان إسرائيل، والبالغ عددهم 1..2 مليون نسمة، ورغم ذلك يتمتع ليبرمان بشعبية كبيرة بين المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتى السابق، وعددهم مليون أى 14% من سكان إسرائيل .. يرفض ليبرمان المتشدد إقامة دولة فلسطينية، ويعارض تقسيم القدس والانسحاب من الجولان، ويدعو إلى سن قانون يجبر العرب على توقيع إعلان "ولاء" لإسرائيل، ومن يرفضه يحرم من حق التصويت، كما طالب بإعدام نواب عرب إسرائيل الذين يجرون اتصالات مع حركة حماس بتهمة "الخيانة".. ◄ هاجر ليبرمان إلى إسرائيل فى 1978 قادماً من مولدافيا ودرس العلوم السياسية، ويعيش فى مستوطنة نكاديم قرب بيت لحم، انتسب بعد ذلك إلى الليكود وعين مديراً عاماُ للتكتل اليمينى قبل أن يعينه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مديراً لمكتبه من 1996 إلى 1997، وفى عام 1999 حزب "إسرائيل بيتنا" وانتخب فى السنة نفسها عضواً فى الكنيست الإسرائيلى، وفى 2001، عين وزيراً للبنى التحتية وتولى بعدها وزارة المواصلات فى 2003، وأقاله إرئيل شارون من منصبه فى يونيو 2004 بسبب معارضته الانسحاب من غزة.