مسرح الغد فى انتظار الغولة

حضر أمس الدكتور أشرف زكى، رئيس البيت الفنى للمسرح ونقيب المهن التمثيلية، انتهاء عرض مسرحية "السيدة التى جاءت فى السادسة"، عن رائعة "جابريال جارسيا ماركيز"، والتى كانت تعرض على مسرح الغد بجوار مسرح البالون.
المسرحية تصنف ضمن فنون المسرح التجريبى، والذى يتخصص فيه مسرح الغد، وتناقش قضية "فتاة الليل" التى تأتى كل ليلة إلى البار تأكل وتشرب على حساب البارمان الذى يحبها، ولكنه يعانى من السلبية لعجزه عن مصارحتها بحبه لها، وهى أيضا تعانى من السلبية لشعورها بقذارة العمل الذى تقوم به، لكنها تعجز عن التوقف عنه، إلى إن يدور بينها وبين البارمان حوارا طويلا، فى أحد الأيام، ويعترف لها بحبه واستعداده لقتل الرجل الذى تذهب معه كل ليلة، فتعترف له هى الأخرى بأنها قتلت هذا الشخص لشعورها بالقذارة والاشمئزاز تجاهه، وطلبت منه إذا سألته الشرطة أن يقول إنها جاءت إلى البار قبل السادسة حتى يبعد عنها التهمة.
استمرت المسرحية لمده ساعة واحدة، استطاعت المخرجة ريم حجاب من خلالها أن تصل إلى ماتريد عن طريق التصميم الحركى الذى تخصصت فيه، وقدمته من قبل بعد أن عادت من إنجلترا بعد دراسته هناك. والمسرحية فى مجملها لا تعتمد على الحوار لكنها تعتمد على الأداء الحركى من خلال مجموعة من المؤدين انقسموا إلى جزئين، الجزء الأول استطاع أن يعبر بحركاته عن المعاناة التى يعيشها المجتمع، أما الجزء الثانى فقد قام به اثنان من الممثلين استطاعا أن يفسرا ما يدور بين الفتاة والبارمان بطريقة ساخرة وتهكمية عن طريق الرقصات التى كانا يؤديانها سويا برشاقة وسهولة وساعدهما فى ذلك اختيار المخرجة ريم للموسيقى الملائمة للموقف، وقد حاولت المخرجة أن تصبغ المسرحية بصبغة مصرية تظهر فيها الإحباط الموجود لدى البارمان، الذى يعبر عن حالة الشاب المصرى اليائس والمحبط .
ومن جهة أخرى، احتفل مسرح الغد بتحويل هويته من المسرح التجريبى إلى المسرح التراثى ،وذلك بناء على الطلب الذى تقدم به الفنان أشرف زكى وناصر عبد المنعم مدير مسرح الغد لوزير الثقافة فاروق حسنى. وسيبدأ المسرح الجديد مهامه بمسرحية الغولة بطولة الفنانة سميرة عبد العزيز وخليل مرسى، وتأليف بهيج إسماعيل وإخراج مصطفى طلبة، والتى تناقش عادات وموروثات أهالى الواحات.