فكرى بدر الدين ساهم فى التضليل بالخلط بين أوبتيما مصر وأوبتيما جلوبال ومنال شكور مديرة أعمال البوشى الكارت الرابح على طاولة مفاوضاته مع العملاء

الشبكة التى ساعدته فى الإيقاع بالضحايا

سقوط البوشى كشف عن العديد من الشخصيات الغامضة والمستترة وراءه والتى تجمعت كلها فى صنع تلك الشبكة، مثل مديرة أعماله منال شكور وفكرى بدر الدين من شركة أوبتيما مصر وأيضاً زوجة البوشى نسرين المناوى.
منال شكور اللبنانية، خريجة الجامعات الأمريكية وليست مثل البوشى من خريجى المعاهد الفنية المتوسطة، وظلت تعمل معه منذ بدايات أوبتيما جلوبال حتى 31 ديسمبر 2008، وهى التى روجت له الأخبار الكاذبة عن علاقاته بالكبار والمناصب الاقتصادية الكبرى التى تولاها برسائل إلكترونية للعملاء.
قبل سقوط نبيل البوشى فى مطار دبى كانت «منال شكور» الاسم الأكثر تداولاً على ألسنة عملائه ولم يتوقف دورها، فى حياة البوشى وعملائه عند حدود وظيفتها كمديرة للموارد البشرية فى أوبتيما جلوبال هولندج، وتؤكد الأوراق أن علاقتها بالبوشى وتأثيرها فى الشركة كان الأقوى.
ظهرت منال واختفت فجأة وتركت خلفها العديد من علامات الاستفهام، وظلت هى الكارت الرابح على طاولة مفاوضات البوشى مع عملائه، خاصة هؤلاء الذين لم تكشف الأوراق الرسمية عن أسمائهم.
آخر رسالة إليكترونية تلقتها منال كانت بتاريخ 18 يناير 2009 من أحد العملاء، قبل سقوط البوشى بثلاثة أيام، يخبرها أنه لا يستطيع فتح حسابه، ردت عبر رسالة إلكترونية أيضاً، بأنها تركت العمل بشركة أوبتيما دبى فى 31 ديسمبر وطلبت منه الاتصال بمكتب أوبتيما مصر وأعطته رقم تليفون فكرى بدرالدين ثم اختفت. لكنها لم تكن تركت الشركة ففى إحدى الوثائق نكتشف أنها قامت فى نفس الوقت بتجديد رخصة الشركة فى دبى، كما أرسلت إيميل إلى أوبتيما مصر. يتضمن البيانات الكاملة من عملاء عن «أوبتيما هولدنج دبى»، من 2006 وحتى 2008 وحجم أموالهم ونسب الأرباح التى حصلوا عليها، وجميع الأرقام الخاصة بالبوشى حتى الأرقام السرية لحساباته.
علامة استفهام أخرى حول منال شكور، ففى الوقت الذى ألقت فيه سلطات دبى القبض على البوشى فى مطار دبى بتهمة التهرب من سداد الشيك الخاص بالسيدة نشوى مجاهد، ظهرت واتصلت بشخص لبنانى يدعى «سهيل حاتوم» دفع المليون درهم للسيدة نشوى مجاهد، حاتوم حصل فى المقابل على شقة البوشى بدبى وسياراته الثلاث ماركة بى أم دبليو BMW، ويبدو أن منال حصلت على عمولة فى الصفقة.
وصف بعض ضحايا البوشى منال شكور، بأنها كانت «البوصلة التى يضبطون عليها اتجاههم»، ومن خلال المطبوعات التى كانت ترسلها عبر البريد الإلكترونى إلى العملاء والتى كانت تتضمن العديد من الأخبار المكتوبة باللغة الإنجليزية تؤكد أن البوشى مراقب عام بالبنك الدولى بالإضافة لصلته الوثيقة ببعض الدوائر السياسية فى مصر، فضلاً عن صداقته وشركاته مع الملياردير محمد الفايد.
ومن شبكة البوشى يظهر فكرى بدر الدين الذى فتح للبوشى أوبتيما مصر واستخدم موقعها الخاص واختامها ومقرها وشارك فى خداع العملاء حتى ظن الجميع أن اوبتيما جلوبال جزء من أوبتيما مصر، الغموض حول علاقة البوشى بفكرى بدر الدين تكمن فيما جاء بالأوراق التى حصلت «اليوم السابع» عليها إنه رغم أن الحسابات الثلاثة له ولأولاده عمر وسارة بأوبتيما جلوبال لم تحقق أى أرباح فى عام 2007 أو فى عام 2008 إلا أنه أخذ 40 % من نسبة العوائد السنوية لأوبتيما جلوبال بمبلغ قدر ب 823 ألف درهم.
فكرى بدر الدين أقنع المتعاملين مع شركة أوبتيما مصر بالتعامل مع الفرع الجديد للشركة بدبى، وأخبرهم أن أوبتيما هولدنج تأسست فى جزيرة فرجينيا الانجليزية ومن خلال الوثائق التى تشير إلى أن هذه الشركة تم تأسيسها فى مطلع 2006 من 6 مساهمين فكرى بدر الدين وأبنائه «عمرو وأسامة»، ونبيل البوشى وأبنائه «سارة وعمر»، برأس مال مليون دولار.
واقعة غريبة تستحق التوقف عندها هى توتر العلاقة بين البوشى وبدر الدين فى عام 2007 عندما حذر بنك HSBC البوشى من انفراده بالتوقيع وحده على التحويلات البنكية دون توقيع الشريك الأساسى فكرى بدر الدين، فظن البوشى أن ذلك قد حدث بإيعاز من بدر الدين، على أثر ذلك لم تحقق المضاربات الثلاث التى تمت لصالح بدر الدين وأبنائه أى أرباح، ويبدو أنه تدارك الأمر بعد ذلك، والتزم الصمت تماماً عما يقوم به البوشى وحصل فى نهاية العام على نسبة 40 % من العوائد السنوية التى قدرت نسبتها ب823 ألف دولار.
نسرين المناوى زوجة البوشى الأولى وأم أولاده عمرو وأسامة كانت هى الأخرى أحد أركان الشبكة فرغم ما زعمته أنها ليست على علم بما يقوم به زوجها من معاملات مالية خاطئة وإنه ليس هناك أى حسابات مشتركة بينهما، كشفت الأوراق لدى «اليوم السابع» أن هناك حساباً سرياً يحمل اسم نسرين ونبيل البوشى تلقى وديعة ب 150 ألف دولار من أحد العملاء بتاريخ 14 أبريل الماضى 2008 مما يثبت أن نسرين كانت جزءا من الامبراطورية حتى لو نفت ذلك.