الشعوب العربية تستشيط غضبا يوما بعد يوم من جرائم سفاح سوريا بشار الأسد، ويزداد غضبها كلما عجز المجتمع الدولى عن ردع هذا المجرم وعصابته، لا يمر يوم إلا ونسمع ونرى سقوط عشرات القتلى والمصابين من أبناء الشعب السورى بسلاح روسى وقناصة ايرانيين وغطاء سياسى صينى. روسيا والصين على يقين بأن المسألة ليست إلا مخططا أمريكيا للسيطرة وبسط النفوذ على المنطقة بأسرها، يساعد أمريكا فى ذلك دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التى انزعجت لسقوط نظام مبارك ولكنها تسعى بكل الطرق لإسقاط نظام بشار الأسد، ولا نغفل الدور الكبير الذى لعبته وتلعبه دولة قطر فى إسقاط الأنظمة العربية العميلة التى شاخت وانتهى دورها!! ولكن لا داعى للقلق من عجز المجتمع الدولى حيال جرائم الأسد ضد الشعب السورى، فقد قررت أمريكا وحلفائها فى المنطقة العمل خارج مؤسسات المجتمع الدولى، وقاموا بإرسال السلاح للثوار، ودعمهم بشتى الوسائل والسبل، على طريقة الدعم القطرى لثوار ليبيا !! أرجوك حاول أن تتفهم موقف روسيا والصين، فكلاهما على قناعة بأن الموضوع ليس له أدنى علاقة بالحريات العامة أو حقوق الإنسان أو تداول السلطة فى دول الربيع العربى، إنها مصالح الكبار يتقاتل الصغار على حمايتها بدمائهم، وهم لا يشعرون. كلنا يرغب فى سقوط رأس النظام الدموى المجرم فى سوريا، وكلنا يجهل من يعتلى عرشه بعد السقوط، ولا نسأل أنفسنا: ما هو مستقبل سوريا؟ وكأنه أمر سابق لآوانه. والحقيقة هى أن أمريكا وحدها تعلم اسم رئيس سوريا القادم وأسماء وزراء حكومته. كنا ننتظر من السيد الرئيس محمد مرسى أن يعطى للأمر أولوية، وأن يدعو إلى قمة عربية عاجلة لمناقشة الأوضاع المأساوية فى عاصمة الخلافة الأموية، والعمل على إنهاء الحرب الأهلية الدائرة هناك بفعل الدعم الإيرانى للنظام والمساندة الخليجية للمعارضة، والتحرك لوقف نزيف الدم السورى، والاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد، للحفاظ على وحدة الأراضى السورية، والعمل على حمايتها من التقسيم، وكذلك الحال بالنسبة إلى ليبيا والعراق، وعدم السماح للمخطط الصهيونى بتقسيم وتفتيت الدول العربية إلى دويلات، وإعلان أن وحدة الأراضى العربية خط أحمر لا يمكن التخلى عنها ولو استدعى الأمر تدخلا عسكريا عربيا، أما ترك أمريكا تعبث بالأمن القومى العربى وتعيد بسط هيمنتها ونفوذها وتنفيذ مخططاتها بهذا الشكل دون تحرك فإنه يعيد إلى الأذهان فترتى حكم المخلوع مبارك والمقبور السادات .