متظاهرو الاتحادية "غشوا" الشعارات من ثوار التحرير.. الهتاف تحول إلى يسقط حكم المرشد بدلا من العسكر.. وانتشار صور عكاشة.. والباعة الجائلون: نبيع الأعلام للثوار والإخوان والفلول و"كل مظاهرة وليها رزقها"

استفاد المتظاهرون أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة من تجربة الثوار خلال عام ونصف من التظاهر فى ميدان التحرير، واقتبسوا الهتافات التى كانت تردد بالميدان، بالمطالبة بإسقاط نظام مبارك، طوال 18 يوماً وكذلك المظاهرات وأحداث محمد محمود والهتاف ضد حكم المجلس العسكرى ولكن باستبدال اسم مبارك بمرسى، وحكم العسكر بحكم المرشد.
فعلى المنصة أمام القصر وقف شابان ورجل فى الأربعينيات يتبادلون قيادة الهتافات مرددين،" يسقط يسقط حكم المرشد"،" وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد"، و" المرة دى بجد مش هنسيبها لحد"، وهى نفس الهتافات التى ترددت فى التحرير فى أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود والمظاهرات بعد أحداث إستاد بورسعيد.
وقف أحد المتظاهرين بالقرب من الأسلاك الشائكة التى تفصل بين المتظاهرين وقصر الاتحادية، يقول" استفدنا من التواجد فى التحرير وفى المظاهرات، ولن ننجر إلى أحداث تخرجنا عن أهداف المظاهرة"، مشيراً إلى محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام الأسلاك الشائكة والاشتباك مع قوات الأمن وقال هذا تصرف غير حكيم ويعيد الاشتباكات إلى الشارع ويضعنا فى مواجهة لا نريدها مع الشرطة الموجودة فى الشارع لحمايتنا".
التشابه بين التظاهر أمام قصر الاتحادية واعتصامات ميدان التحرير لم يقتصر على الهتافات أو طريقة ترديدها، وإنما بالاعتماد على المنصات التى تذيع نفس الأغانى الوطنية التى تنطلق فى التحرير، والهتافات ضد العسكر ونظام مبارك، وتحويلها لتكون ضد جماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، ب" يسقط يسقط حكم المرشد" بدلاً من العسكر.
وبجوار المتظاهرين تواجد باعة جائلين تواجدوا قبل ذلك فى ميدان التحرير ثم جاءوا إلى الاتحادية لبيع الأعلام وزجاجات المياه والشاى وحتى دبابيس تذكارية بأعلام مصر، وتحمل وجوه شخصيات وطنية مثل" عمر سليمان وأحمد شفيق وتوفيق عكاشة" وهم نفس البائعين الذين تواجدوا فى ميدان التحرير من قبل يبيعون أعلام مصر فى المظاهرات التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين أو الأحداث الكبرى.
محمد الأبيض موظف بهيئة النقل العام ويعمل فى المناسبات بائعاً للأعلام والتذكارات يقول لا يهم من نبيع له المهم الرزق، ومشيراً إلى أننا أحيانا نسافر إلى الإسكندرية لبيع الأعلام والتذكارات فى المظاهرات التى تقام أمام مسجد القائد إبراهيم.
وأضاف أنه يبيع للجميع، لديه الأعلام والتذكارات التى تناسب مظاهرات الإخوان المسلمين والسلفيين، والثوار الذين لا ينتمون إلى تيار سياسى، وأيضا الأعلام الجاهزة للمتظاهرين المؤيدين للنظام السابق والفلول.
يسير مع محمد الأبيض رجل يدعى عم أحمد يبدو أنه فى بداية الأربعينات من عمره يبيع الأعلام يقول" مش مهم بنبيع لمين المهم الرزق، ويضيف" كل مظاهرة ولها رزقها، أوقات أبيع أكثر أمام المنصة والأكثر بيعاً فى ميدان التحرير.
والمفارقة الكبرى فى تاريخ بيع عم أحمد أن أكثر المظاهرات التى باع فيها أعلام كانت فى الاحتفالات بفوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية ولكنه الآن يبيع الأعلام المناهضة له.