اندهشت كثيرا عندما قرأت أن إسرائيل تعترض على زيادة القوات والمدرعات المصرية فى سيناء بعد أحداث رفح المريرة التى أوجعت قلوبنا جميعا، وأنها تطالبنا بالالتزام بمعاهدة كامب ديفيد بأن نعلمها بأى عملية زيادة للقوات، كأنها أرض استأجرناها ولسنا أصحابها! وفعلا لا أجد من الكلمات ما يعبر عن غضبى من هذا البرود كيف نستأذن لحماية أرضنا ونستأذن من؟ هل نستأذن عدو يدعى حالة السلام معنا لكى نحمى سيناء الغالية؟ ولأن هذا السؤال لا أطرحة لأجيب عليه بل أطرحه لأشير لخطر هذه المعاهدة علينا - وإن كنت على يقين أن هذه المعلومة ليست غائبة عن أحد - لذا فلما لا نتحرك لمحاولة تفادى الخطر الذى قد تسببنه لنا والذى أعتقد أنه قد يفتح علينا باب من المشاكل لا يعلمه سوى الله. نحن دولة ذات سيادة على أرضها أو هكذا نعتقد نحن المصريين، وعليه فليس من حق أحد أن يجير على أى حق من حققونا بدعوى السلام، وللحق فلقد أعجبنى تصريح نسب للرئيس مرسى فحواه أننا لن نستأذن أحدا لحماية أرضنا، لكنا وبرغم ذلك نحتاج أكثر من التصريح، فمعاهدة كتلك المعاهدة مثل حبل طويل ربط بيد رجل وطرفه الآخر فى يد عدوه إذا أراد إقلاقه قام بشدة إليه بهذا الحبل، دون أن يستطيع الاعتراض فهو من ربط نفسه فالأصل، فإما أن يقطعه أو يعانى باقى عمره من عدوه، فى النهاية أتمنى من الله أن تكون قيادتنا على أهبة الاستعداد لأى غدر أو نية سيئة يكنها لنا عدونا، وأتمنى ألا ننسى دماء شهدائنا الأبرار الذين ماتوا دفاعا عن هذه البلاد منذ فجر التاريخ، وكونت عظامهم تراب هذه الأرض وربما لذلك نحبها ونفيدها دون البحث أن أسباب. فوطن ترابه كونته أجساد أفضل شبابه يستحق الموت من أجله، ورسالة لكل من يطمع فى بلادنا احذروا جميعا فعندنا وطن لندافع عنده ولن توقفنا أى معاهدة حتى لو كانت يوما معاهدة سلام وافقنا عليها بإرادتنا فلن نقول غير "سلام يا معاهدة".