سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روبرت فيسك: الصراع السورى صار يهدد دول الجوار.. شبح الحرب الأهلية يلوح فى الأفق فى لبنان من جراء الانقسام الطائفى.. ويؤكد أن لبنان سوف يشهد مزيدًا من عمليات الاختطاف خلال المرحل المقبلة
علق الكاتب الشهير روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية على حالة الانقسام الشديد الذى تشهده لبنان حاليا على أثر أحداث العنف الشديد الذى تشهده سوريا، موضحا أن الصراع فى سوريا على ما يبدو قد تجاوز الحدود، وربما يهدد أمن واستقرار دول الجوار السورى خلال المرحلة المقبلة. وأضاف الكاتب البريطانى الشهير أن أحداث الاختطاف التى شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت مؤخرا أبرزت بجلاء حالة الانقسام الطائفى الذى تشهده لبنان من جراء أحداث العنف الذى تعيشه حاليا سوريا بين قوات نظام الرئيس السورى بشار الأسد وقوات المعارضة، الأمر الذى يعيد شبح الحرب الأهلية فى لبنان إلى الظهور من جديد. وأضاف فيسك أن الأحداث الحالية فى لبنان، والتى تتمثل فى إقدام رعايا دول الخليج على العودة لبلادهم وقيام حزب الله بإرسال حوالى 1500 جندى لمساندة القوات النظامية فى سوريا، بالإضافة إلى اتهام وزير لبنانى سابق فى التورط فى مؤامرة إرهابية فى الأراضى السورية، تعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية، موضحا أن هناك مخاوف كبيرة تجتاح مختلف أنحاء لبنان والتى يجب التعامل معها بحساسية شديدة. وأبرز الكاتب البريطانى أن عمليات الخطف كانت قد تزايدت بشكل كبير قبيل الحرب الأهلية اللبنانية والتى اندلعت فى عام 1975 واستمرت حوالى 15 عاما، وربما كانت بمثابة الفتيل الذى أشعلها، إلا أن الفارق الكبير فى هذا الإطار أن أسباب عمليات الاختطاف المتزايدة فى هذه الآونة تبدو غير واضحة إلى حد كبير. وأضاف فيسك أن الاتهامات التى تتبناها الولاياتالمتحدة بصدد حزب الله اللبنانى حول قيامه بدعم نظام الرئيس السورى على حساب المعارضة ربما يثير غضب الجانب السنى فى لبنان، خاصة فى ظل كراهيتهم الشديد لكل من النظام الحاكم فى سوريا وكذلك لسيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية الحالية. وألقى الكاتب البارز الضوء على اختطاف رجل الأعمال السورى حسن سليم مقداد والذى من أجله تمت العديد من عمليات الاختطاف فى بيروت، موضحا أن لبنان سوف تشهد العديد من العمليات المماثلة خلال المرحلة المقبلة، وإن كانت تلك العمليات لن تقتصر على طائفة معينة وإنما سوف تمتد لتشمل عدة طوائف أخرى من بينها الشيعة والسنة والمسيحيون. وأضاف الكاتب أنه بالرغم من وصول مقداد إلى سوريا مع حشد كبير من مقاتلى حزب الله اللبنانى، إلا أن زوجته قد ذكرت أنه يعيش فى سوريا منذ ما قبل اندلاع الانتفاضة السورية منذ حوالى 18 شهرا مضت وذلك نظرا لمشكلات مالية عديدة واجهها مقداد فى بيروت، موضحة أن تلك المشكلات قد تم حلها مؤخرا لذا فقد كان عائدا إلى بلاده إبان اختطافه. وأضاف الكاتب البريطانى أن تكرار عمليات الاختطاف لا يعكس فقط القوة التى يتمتع بها حزب الله فى لبنان، إنما أيضا تعكس إلى حد كبير مدى الضعف الذى تعانيه الحكومة اللبنانية فى ظل ما تشهده من انقسام حاد.