كتب فيسك من خلال قراءته للأحداث التي شملت اختطاف اللبنانيون الذي يقلب على الأذهان ذكريات الحرب الأهلية والذي أدى إلى فرار الخليجين من بيروت وإرسال جماعة حزب الله اللبنانية ل 1.500 رجل لمساعدة بشار الأسد واتهام أحد الوزراء السابقين لسوريا بالتورط في هذه المؤامرة. وقد أصبح الخوف مثل الغرغرينا تنتشر بسرعة في جميع أنحاء لبنان مما يدعي الحاجة إلى تشريح جراح. كانت بداية هذه الأحداث تتمثل في خطف 20 شخص كلهم من السنة المسلمين بينهم رجل أعمال سوري وتركي وسعودي بالقرب من طريق مطار بيروت، على الطريق السريع الذي يسيطر عليه الموالين لإيران وسوريا وشيعة حزب الله مما دفع بعض الدول مثل السعودية وقطر والإمارات إلى حث مواطنيها على الخروج من بيروت ويعلق فيسك على ذلك قائلاً نعم، لأن ذلك كان بمثابة صب الزيت على النار. كما أنه يذكرنا بالأسابيع الأولى للحرب الأهلية في لبنان إلا أنه أوضح أن سبب عملية الخطف لم يتضح بعد. يقول فيسك أنه على الرغم من ذلك فإن عملية الاختطاف لا ليست دليل على قوة حزب الله ولكنها دليل على العجز الواضح والانقسامات داخل الحكومة اللبنانية. وأشار فيسك أن علينا النظر إلى قضية حسن سليم المقداد الذي احتجزت الرهائن الأخيرة من أجله. كان الجيش السوري الحر قد أسر المقداد الشيعي اللبناني داخل سوريا وسجلوا له شريط فيديو وهو يهزي بأنه أحد أعضاء جماعة حزب الله الذين أرسلتهم الجماعة لمساعدة بشار الأسد. وقد اتهم الأمريكيون حزب الله بمساعدة نظام الأسد وهو الأمر الذي زاد من مرارة السنة اللبنانيين الذين يكرهون الأسد مثلما يشعرون تماماً بالاستياء من وصول نواب من حزب الله إلى البرلمان اللبناني وسيطرتهم على حكومة بيروت.
أشار فيسك أن ما حدث هو أنه تم القبض على المقداد ولكن هناك 17.000 مقداد آخر في لبنان متمثلين في كل أفراد قبيلته وهم ليسوا الشيعة فقط ولكن منهم أيضاً سنين ومسيحيين أرثوذكس. ذهب المقداد مع حشد غفير من مقاتلي حزب الله ومكثوا في سوريا قبل اندلاع الثورة قبل 18 شهر بسبب الأزمة المالية في لبنان بحسب ما صرحت به زوجته. وأضافت زوجته أنه كان في طريقه العودة إلى لبنان عندما خطف وقيل أنه من جماعة حزب الله. فيما نفت جماعة حزب الله أن يكون حسن المقداد أحد أعضائها كما أنهم أصروا بأنه لا توجد ميليشيات مقاتلة تابعة لها في سوريا وهو البيان الذي قد يعتريه بعض الصحة لأن الأسد لديه الكثير من المسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية دون استئجار المزيد من لبنان.
كما تنذر عمليات التخطيط لتفجير السياسيين اللبنانيين وخطف الخليجين والسطو على البنوك في بيروت والمعارك القبلية في وادي البقاع والعنف المسلح ضد قوات الجيش اللبنانية أثناء محاولتهم هدم حقول الحشيش في البلاد بحرب أهلية مؤلمة كما ذكر نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني تعليقاً على عمليات الخطف. ويختم فيسك مقاله بقوله "بأنه لا يعتقد أن هناك جراح يمكنه جمع شتات الأمور مرة أخرى في لبنان.