سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هاآرتس: مرسى ليس مستعدا للتنازل عن القوة والصلاحيات التى توفرت لمبارك ولكن بدون العبء العسكرى الثقيل.. وقراراته استكمال للثورة ووفرت لمصر كلها اللحظة التى انتظرتها منذ عام 1952
وصفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الخطوات التى أعلنها أمس الرئيس المصرى محمد مرسى عبر تعيين عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع، وإحالة المشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان للتقاعد بأنها خطوات دراماتيكية استكمالية لإتمام الثورة المدنية التى حدثت بالبلاد منذ أكثر من عام ونصف. وأوضحت الصحيفة العبرية أن فصل الجيش عن السياسة، وإعادة تعريف وتحديد مسؤوليات المجلس العسكرى الأعلى باعتباره مجلسا استشاريا، مع صب مضامين حقيقية لمنصب رئيس الدولة باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، جزء من مطالب حركات الاحتجاج فى مصر على مدار الشهور الأخيرة منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وقالت هاآرتس فى تقريرها الذى نشرته صباح اليوم الاثنين، على صفحتها الأولى تحت عنوان "مرسى يريد قوة وصلاحيات الجيش ولكن بدون الجيش"، إن تبنى الرئيس محمد مرسى للجيش والقوات المسلحة فى بداية الثورة كانت خطوة لا مفر منها، خاصة بعد أن أصدر المجلس العسكرى عدة إشارات دلت على عزمه مواصلة السيطرة على مقاليد الأمور. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن العملية الإرهابية الأخيرة فى سيناء وفرت لمرسى فرصة العمر، ووفرت لمصر كلها اللحظة التى انتظرتها منذ عام 1952، عند اندلاع ثورة الضباط الأحرار، للعودة لتكون دولة مدنية. وأضافت هاآرتس أن المشكلة هى فى كون الرئيس المصرى من جماعة "الإخوان المسلمين"، وبالتالى فإن كل خطوة يقوم بها يتم النظر إليها وتحليلها من منظور السعى لفرض أجندة إسلامية متطرفة وليس كمحاولة لبناء دولة مدنية يخضع فيها الجيش للحكومة، معتبرة أن هذا الأمر يمثل بشكل طبيعى تهديدا يثير قلق ومخاوف الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه مع انتخاب مرسى، كان الاعتقاد وفرضية العمل الأساسية فى كل من الولاياتالمتحدة وتل أبيب بأن ما يحدث فى مصر شبيه وتكرار للتجربة التركية، حيث سيواصل الجيش والمؤسسة العسكرية الإمساك بمقاليد الأمور، ويشكلون حلقة وصل واتصال مع أجهزة المخابرات والجيوش الأجنبية، وقد اعتبر الجيش من الجانب الإسرائيلى فى هذا السياق الأساس لمواصلة التعاون مع إسرائيل، وأن هذا ما سيكون عليه الحال أيضا فى الحالة المصرية. وأضافت هاآرتس: "لقد اعتقدت إسرائيل والولاياتالمتحدة، فى البداية أن طالما بقى طنطاوى فى الحكم، يدير أمور الدولة، فإن اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية والتعاون العسكرى بين الطرفين لن يتضرر". وأوضحت الصحيفة العبرية أن وزير الدفاع المصرى الجديد، عبد الفتاح السيسى لا يعتبر من محبى إسرائيل أو الأمريكيين، مضيفة أنه مع ذلك فإن الخطوة التى أقدم عليها الرئيس المصرى أمس لا تتوقف عند تغيير أصحاب المناصب، بل تتعلق بتغيير جوهرى فى بنية الحكم، بحيث يكون الرئيس والحكومة من الآن فصاعدا هو من دير أمور الدولة بما فى ذلك سياستها الأمنية والخارجية. وقالت هاآرتس إنه على ما يبدو فإن مرسى ليس مستعدا للتنازل عن القوة والصلاحيات التى توفرت لمبارك ولكن بدون العبء العسكرى الثقيل. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الخطوة المصرية تضع أمام الولاياتالمتحدة تحديا بعد أن فقدت الأخيرة ما كان يطلق عليه الذراع العسكرى - الأمنى، والخوف الرئيسى هو استئناف العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، ومن ثم بناء تحلف استراتيجى يضرب الحلف العربى- الأمريكى ضد الجمهورية الإسلامية الشيعية. وأضافت هاآرتس فى نهاية تقريرها أنه قد تبين أن الرئيس المصرى الجديد قد أدرك أهمية التعاون والمعونات الاقتصادية التى تقدمها السعودية لمصر، واعتماد مصر على الأسلحة الأمريكية، والاعتراف بدور إيران فى المذابح الجارية فى سوريا، كعوامل أبعدت مرسى عن المحور الإيرانى.