فى 8 مايو 1807 أمر محمد على بحفر ترعة المحمودية لتبدأ من النيل قرب قرية بهبيت وقتها لتصل مياه النيل للإسكندرية عبر البحيرة. ولتكون ممرًا مائيًا للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل، وفى يناير سنة 1820 فتحوا للترعة شرمًا بالإسكندرية على البحر، وسميت ترعة المحمودية باسم السلطان محمود الثانى سلطان الآستانة، وكانت ترعة المحمودية شريانا حيويا للإسكندرية، وكانت مياهها نظيفة تمد الإسكندرية ووابور المياه لتنقيتها والشرب منها إلى أن أصبح الاهتمام بها شبه معدوم، ونما بها نبات ورد النيل بطريقة مفزعة وبعد أن كانت تعبر بها السفن أصبحت مرتعا للحيوانات النافقة، وأسدل الستار على أهميتها إلى أن زاد الزحام بالإسكندرية، وضاقت طرقها الرئيسية إلى أن تفتق إلى ذهن محافظ الإسكندرية السابق والذى ظلمناه كثيرا سيد إسماعيل الجوسقى والذى وافق على توسيع وتنظيف ما يسمى بكورنيش المحمودية ليكون شريانا وحلا هاما لأزمة المرور بالإسكندرية وبالفعل بدأ المشروع وتم تجميل وتوسيع الطريق وأصبح لطريق المحمودية رونقا رائعا، وبالفعل كان الناس يفضلون الاتجاه إلى طريق المحمودية لاختصار الطريق ولجودة السير فيه وجاء اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ للإسكندرية ليكمل الطريق حتى نهاية طريق خورشيد بالاسكندرية. وتبدأ المأساة بعد الثورة وخاصة فى عهد المستشار أسامة الفولى محافظ الإسكندرية بعد الثورة خلفا للدكتور عصام سالم الذى لم يستمر إلا لبضعة شهور بسيطة وفى عهد أسامة الفولى ساء كل شىء فى الإسكندرية لأنه اكتفى بأن يكون متفرجا على كل السلبيات والإهانات بل ومنددا بالمآسى التى تعانى منها الإسكندرية مثله مثل أى مواطن عادى لا حول ولا قوة له، فمخلفات هدم المبانى والفيلات قضت على إحدى حارتى طريق المحمودية من محرم بك إلى خورشيد لتصبح جبال مهولة مخيفة.. بلا رقيب وعلى ضفتى المحمودية أقيمت كافيتريات وقاعات حفلات وغرز عنوة وبلطجة ومدت بآلاف اللمبات والأجهزة الكهربائية مستلزمات الحفلات والسهرات والكهرباء المسروقة بلا أى رقيب ولا أحد يسأل هؤلاء المحتلين من أذن لكم بعمل ذلك؟؟!! وكل من تسول له نفسه أن يفعل شيئا أو يحتل شيئا يفعله والمسئولين فى الإسكندرية لا وجود لهم.. تبخروا أو تركوها لمن يريد أن يعربد فيها بلا أى وازع ضمير ليسألوا أنفسهم لماذا يفعلوا ذلك بعروس البحر وكأنه ثأر بايت لإسقاطها وتدميرها؟؟ حتى الأسفلت فى طريق المحمودية أصبح لا وجود له وأصبح طريق المحمودية شأنه شأن كل شوارع الإسكندرية وطرقها التى يرثى، وأصبحت دمار لمعظم السيارات التى تتلف لسوء حالة طرق الإسكندرية. وليأتى السؤال الذى لا إجابة له هل يذهب محافظ الإسكندرية إلى طريق المحمودية؟ هل يعرفه من الأصل؟ أم أنه رآه وسار عليه قبل أن يتلف ويدمر وكأنه منى بآلاف الأطنان من القنابل المدمرة ليكون بهذا السوء، ولم يشعر أو يعلم بما أصابه!!.. والمسئولين عن الكهرباء وشرطة المرافق ألا تدرون أن طريق المحمودية تابع للإسكندرية وتسرق الكهرباء منه جهارا نهارا؟؟ أم أن هناك آلاف الأذان من الطين والأخرى من العجين؟؟ أم أن البلطجة هى المنهج السائد والذى لا تستطيعون التصدى له إذا كان الأمر كذلك اخرجوا واتركوا الإسكندرية واستقيلوا يرحمكم الله لنتيقن أننا بلا مسئولين وعدنا إلى العصر الحجرى وعصور الظلام ونتقبل الأمر الواقع حتى لا نصدم.