على نغمات موسيقى ألف ليلى وليلة المميزة، أخذت شهرزاد السينما المصرية "زوزو نبيل"، تحكى حواديت كل ليلة من ألف ليلة وليلة، وينتظرها كل المصريين ليستمعوا إليها على الراديو فى أشهر مسلسل إذاعى عرفناه فى شهر رمضان المبارك. عزيزة إمام الشهيرة ب "زوزو نبيل"، بدأت مشوارها الفنى على خشبة المسرح فى فرقة مختار عثمان ثم فرقة رمسيس، واستعان بها كمال سليم فى أول أفلامه "وراء الستار" عام 1937، إلا أن نجاح زوزو نبيل كان فى الإذاعة من خلال ألف ليلة وليلة للمخرج محمد محمود شعبان. ثبتت زوزو نبيل أقدامها فى المجال السينمائى بفضل رجلين: الأول هو "توجو مزاحى" الذى آمن بموهبتها منذ البداية، فأسند إليها أفلامه مثل "نور الدين والبحارة الثلاثة" وفيلم "سلامة"، أما الرجل الآخر فكان حسن الإمام الذى لم يكتف بإشراكها فى عشرة من أهم أفلامه السينمائية، فرسم العديد من الشخصيات المختلفة لها شخصية المرأة الشريرة صاحبة السطو والنفوذ، كما فى فيلم "قلوب الناس"، أو زوجة أب ريفية كما فى "الخرساء". وبعيداً عن حسن إمام أثبتت زوزو نبيل موهبتها فى فيلم "أنا حرة" وفيلم "هذا الرجل أحبه" التى أدت دورا بدون أى حوار، وكانت امرأة مجنونة وزوجة ليحيى شاهين مع ماجدة، وأيضا أدت دور الكوميديا الضاحكة فى فيلم "فى الهوا سوا" عام 1951 وأيضا فيلم "يا تحب يا تقب" عام 1993 وأثبتت أن الممثل الجيد لا يقف أمامه أى دور. وكانت الفنانة الكبيرة تقول: "إن الفنان الحقيقى لا يعتزل إلا عندما يموت، ورفضت الاعتزال حتى عندما تقدم بها العمر، وعندما انتشرت شائعة اعتزالها التمثيل فى العام 1989، وذلك لبلوغها سن الخامسة والسبعين"، قالت "أنا الآن فى الخامسة والسبعين، والتمثيل يجعلنى على الأقل أصغر بعشر سنوات، وإذا اعتزلت التمثيل سأكبر عشر سنوات، فأكيد سأختار أن أصبح فى الخامسة والستين بدلا من الخامسة والثمانين". زوزو نبيل، التى ولدت عام 1920 وتوفيت سنة 1996، اشتهرت بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية، ولكن ظل دورها فى المسلسل الإذاعى "ألف ليلة وليلة" من أبرز أعمالها.
