لا يستطيع أحد أن ينسى أشهر سفاحتين فى تاريخ مصر «ريا وسكينة»، وقد قدمهما المخرج الكبير صلاح أبو سيف فى فيلم يحمل اسمهما وكانت البطولة للفنانتين «زوزو حمدى الحكيم» فى دور «سكينة»، والفنانة «نجمة إبراهيم» فى دور «ريا» والتى كانت لها جملة شهيرة ترددها فى الفيلم «قطيعة محدش بيأكلها بالساهل» ومن يومها عرفت بهذه الشخصية التى برعت فى أدائها كما برعت فى تجسيد دور الأم القاسية القلب أو الزوجة المسيطرة. ولدت الفنانة نجمة إبراهيم فى 25 فبراير من 1914بالقاهرة لأسرة يهودية وتلقت دراستها الابتدائية بالمدارس الفرنسية وبدأت حياتها الفنية بتشجيع من اختها الفنانة «سرينا» فى أوائل الثلاثينيات كمطربة وظلت تنتقل بين فرقة يوسف وهبى وفرقة بديعة مصابنى وفرقة نجيب الريحانى وفرقة منيرة المهدية. وشاركت نجمة إبراهيم بالغناء فى مسرحيتى «شهر زاد» و«العشرة الطيبة» ثم اشتركت بالتمثيل فى مسرحية «ابن السفاح» كما التحقت بالفرقة القومية عندما تأسست فى عام 1935وشاركت فى بطولة مسرحيات «تلميذ الشيطان»، و«مجنون ليلى»، و«الست هدى»، و«مروحة الليدى وندمير»، و«قيس ولبنى»، و«زوج كامل»، و«المال والبنون»، و«سافو»، و«الجزاء الحق»، و«كلنا كده»، و«المليونير»، و«الأب ليوناردو»، و«الأستاذ كلينوف»، و«سر الحاكم بأمره»، و«مدرسة الإشاعات»، و«القضية»، و«اللعب بالنار»، و«زواج الحلاق»، و«الملك لير»، و«الجريمة والعقاب». وفى عام 1944 تزوجت من الفنان والكاتب والمخرج المسرحى والملحن والمطرب عباس يونس وكونا معاً فى العام 1955 فرقة مسرحية ليقدما معاً مسرحية «سر السفاحة ريا» والذى استثمرا فيها نجاح الفيلم السينمائى الذى قامت ببطولته قبل عامين. كما شاركت فى بداية الستينيات فى العديد من المسلسلات الإذاعية أشهرها مسلسل «زبيدة» كما شاركت فى العديد أيضاً من المسلسلات التليفزيونية منها «الساقية والضحية»، و«الرحيل» وكلها من تأليف الكاتب عبدالمنعم الصاوى فقد كانت بمثابة أجزاء متكاملة للمخرج نور الدمرداش وقد حصلت الفنانة نجمة إبراهيم على وسام العلوم والفنون فى عيد العلم عام 1962. أما مشوار نجمة إبراهيم السينمائى فقد بدأته عام 1933بفيلم «الزواج» مع فاطمة رشدى، وقدمت بعده عددا من كلاسيكيات السينما المصرية ومنها أفلام «الورشة» مع عزيزة أمير، و«من الجانى»، و«الخطيئة»، و«عودة القافلة»، و«ملاك الرحمة»، و«السجينة رقم 17»، و«مغامرات عنتر وعبلة»، و«اليتيمتان» و«رجل لا ينام» و«كرسى الاعتراف»، و«ولدى»، و«غرام راقصة»، و«ضحيت غرامى»، و«أنا الماضى»، و«ليلة غرام»، و«حب فى الظلام»، و«الحرمان»، و«ريا وسكينة»، و«عبيد المال»، و «لحن حبى»، و«رقصة الوداع»، و«جعلونى مجرماً»، و«رنة الخلخال»، و«اسماعيل يس يقابل ريا وسكينة»، و«الجريمة والعقاب»، و«لن أبكى أبداً»، و«المرأة المجهولة»، و«أقوى من الحياة»، و«هذا الرجل أحبه»، و«الليالى الدافئة»، و«الفرسان الثلاثة». وآخر مسرحياتها كانت «أغنية الموت»، فقد اعتزلت نجمة إبراهيم الفن بسبب مرضها إلى أن توفيت فى 4 يونيو. أما الفنانة زوزو حمدى الحكيم فقد ولدت فى 8 نوفمبر 1916 بمحافظة أسيوط، وتخرجت فى المعهد العالى للتمثيل عام 1934م، وعملت فى الفرقة القومية التى كان يرأسها خليل مطران، وأحبها الشاعر الكبير إبراهيم ناجى، الذى قيل إنه كتب فيها قصيدته الرائعة الأطلال التى تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم، والتى قال مطلعها: يافؤادى رحم الله الهوى كان صرحا من خيال فهوى فغيرتها أم كلثوم إلى: يا فؤادى لا تسل أين الهوى كان صرحا من خيال فهوى والبيتان على وزن بحر الرمل. وتزوجت زوزو حمدى الحكيم من الصحفى محمد التابعى ولكن لم يدم هذا الزواج طويلا تزوجت بعده مرة ثانية، وعملت فى العديد من المسرحيات مع الفنانة فاطمة رشدى مثل «النسر الصغير» و«اليتيمة» و«مروحة الليدى وندرمير»، و«الملك لير»، كما لعبت بطولة رائعة القدير صلاح أبو سيف «ريا وسكينة» فى شبابها، ولعبت زوزو حمدى الحكيم دور الأم فى رائعة شادى عبد السلام «المومياء» وهو الفيلم الذى ما يزال متصدرا قائمة السينما المصرية، وكانت فى الفيلم نموذجا للأم الصعيدية الصارمة. وفى الإذاعة برزت فى دور الأم فى مسلسل «العسل المر»، وفى التليفزيون قامت بالعمل فى عدد من المسلسلات منها «مذكرات زوج»، «ومحمد رسول الله»، و«أفواه وأرانب»،كما اشتركت فى مسلسل «ألف ليلة وليلة» وأحبها الناس صدقا على الرغم من حالة الصلف والتعالى التى ظهرت بها شخصيتها، جسدت زوزو حمدى الحكيم دور المرأة القوية الشكيمة فى أغلب أفلامها، وساعدها فى ذلك حدة ملامحها، وقوة صوتها. فارقت الحياة فى 18 مايو عام 2003.