أكد وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى، أن موقف أمريكا المتشدد ضد ترشحه لليونسكو، يرجع لموقف اللوبى الإسرائيلى من مصر، رغم أن هناك فهما خاطئا بالنسبة لشخصه، خاصة أنه رفض التطبيع لمدة 22 عاما، وهو الموقف الذى اتخذه لأنه موقف قومى يقوم به مجتمع بكامله بدءا بالفنانين والعوام، وانتهاء بنخبة المثقفين، وأوضح أنه فى حالة الفوز باليونسكو سيتغير الوضع لأن وطنه سيكون العالم بأكمله، ولابد أن يكون محايدا ويتعامل بشرف وأمانة. جاء هذا فى الحلقة التليفزيونية التى استضاف فيها برنامج البيت بيتك وزير الثقافة وحاوره فيها الكاتب والإعلامى خيرى رمضان، وركز فيها على الجانب الإنسانى المهمل فى حياة الوزير إلى درجة أن الوزير حسنى سأله "إنت جبت الواقعة دى إزاى"، كما شهدت الحلقة بعض المواقف الطريفة من المشاهدين، حيث طلبت إحدى المتصلات وظيفة لأخيها فى قصر ثقافة أسوان، وتساءل بعض الخريجين عن فرصهم فى الوظيفة بالمجلس الأعلى للآثار، وتذمر بعض أصحاب العقود وأبدوا تخوفهم، وطمأنهم الوزير أن جميع أصحاب العقود سيتم تثبيتهم. وأشار الوزير أنه يتمنى أن يكون هناك تغيير فى الموقف الأمريكى بعد فوز أوباما، موضحا أن هناك وعودا من العديد من الدول وهناك إجماع أفريقى وعربى ويبقى التصويت الفردى السرى القائم على الاقتناع الشخصى لأفراد هذه الدول. وكان سؤال اللواء سيد مشعل مفاجئا بالنسبة للوزير، حيث طلب منه تأكيدا على فوزه باليونسكو، وهو السؤال الذى ضحك منه الوزير وقال "الغريب إن سيد مشعل عضو مجلس شعب, خاض انتخابات عنيفة ورهيبة ويعرف صعوبات هذه الانتخابات ومشاكلها خاصة أننا نتعامل مع دول لها مصالح وتربيطات ونحن موقفنا مشرف، لو فزنا هنفوز بشرف ولو خسرنا سنخسر بشرف". وردا على سؤال وزير البترول سامح فهمى عن أول ما سيفعله الوزير حسنى بعد فوزه باليونسكو، قال إن العمل أساسه الرؤية الاستراتيجية خاصة فى ظل أزمات عالمية كبيرة، ولابد من التعامل معها ومع بعض الدول التى أعلنت أنها ستقلل دعمها بذكاء. وسأله "رمضان" السياسة خدتك ولا خبطت على بابها، فقال الوزير.. مليش فيها، مكنتش عايز أكون وزير، ولما كلمنى الوزير عاطف صدقى على الوزارة رفضت وقال لى إنت مجنون لكن ضحك على وقال لى "هم سنتين أو تلاتة وترجع للفن بتاعك". وأشار إلى أن أصعب فترة قضاها كانت فى وزارة عاطف صدقى لأنها كانت فترة بناء لمجتمع ثقافى جديد، وكانت تحتاج لتغيير الرؤى الثقافية والتطوير واختيار مساعدين قادرين على تنفيذ هذا الفكر. وردا على سؤال خيرى رمضان "إنت بتختار معاركك ولا بتفرض عليك؟" أكد الوزير أنه لا يرفض المعارك لأنها مقياس العمل على الساحة، ولكن رغم ذلك لم تترك أى منها داخله ضغينة ضد أحد، وأوضح رأيه فى الأزمة الأخيرة التى أثيرت ضده بسبب "الديانات الأرضية" قائلا لابد أن أقبل الآخر، لأن هذا هو روح التسامح والإسلام، وإن اعترف بأنه – شخصيا - تجاوز عندما وصف من لا يعترفون بها بالجهل، ولكنه كان يقصد الجهل بالثقافة الموجودة على الساحة - واعترف أيضا أنه فشل فى السيطرة الكاملة على منطقة الأهرامات رغم أنها كانت هما بالنسبة له منذ دخوله الوزارة، بسبب سيطرة الباعة الجائلين والجمالة وغيرهما، واعتبر مشروعه فى تطوير المنطقة "المشروع الأخير" حيث يتم عمل ممرات وطرق خاصة وتخصيص أماكن للخيالة بعيدة، وقال الوزير إن والده كان يحب إخواته البنات الثلاثة أكثر من الأولاد، وكان يحب أمه أكثر من والده لأنها كانت الأب والأم بالنسبة له، خاصة بعد وفاة والده، رغم أنها كانت قوية جدا وتفرض شخصيتها أحيانا بما يضايقه، ولكنها فى الوقت نفسه كانت مدركة وفاهمة وهى التى اشترت منه أول لوحة ب5 جنيهات، وباع هذه اللوحة مرة أخرى. وسأله خيرى رمضان عن الفترة التى لم يكن يرى فيها لمدة 6 شهور عندما كان عمره 11 سنة، وكيف بقيت هذه الفترة داخله، وتساءل الوزير إنت عرفت المعلومات دى إزاى، وقال إنها أحيت داخلى حالة التأمل التى استمرت معى طوال حياتى، وكنت عندما أقابل أصحابى أجلس وحدى لمدة ساعة أو ساعتين على البحر فى الإسكندرية، وعندما لا التقى أحدا أو لا أرسم أكون وحدى متأملا ومستمتعا. وعن أقرب الشخصيات لديه التى يحكى لها أسراره الخاصة قال إننى أفتقد وجود هذه الشخصية، لأننى عندما أصبحت وزيرا انسحبت من كل الشلل التى كنت ضمنها، أدباء ومثقفين وفنانين، وأنا فى احتياج شديد لهذه الشخصية. وعن فكرة الحياة دون امرأة قال الوزير "أنا اتسرقت لما اتخرجت من الجامعة فى الإسكندرية سافرت أوروبا وعشت عيشة أوروبا فى باريس وروما، وانتقلت بعدها إلى الوزارة"، فشاغبه خيرى رمضان قائلا "إنت وسيم هل ممكن عندما ترحل لليونسكو أن تتزوج" ورد الوزير ضاحكا "ده رزق، محدش عارف"