أخطر رجل فى العالم.. مستر إكس.. شنبو.. مجموعة من عشرات الألقاب التى قدمها العملاق فؤاد المهندس على مدار أكثر من نصف قرن قضاهم فى خدمة وإثراء الفن العربى، وعلى الرغم من صعوبة رصد فنان بحجم المهندس فى سطور أو ربطه بشخصية واحدة، إلى أننا مع كل رمضان نمر به لن نستطيع سوى أن نرى عمو فؤاد بتفاصيله الدقيقة، وشخصيته التى بنيت بإتقان. عمو فؤاد اختار أن يهبط بآلة الزمن كشخصية من خارج النص، فى وقت قدّم الجميع الفوازير كمجموعة من الاسكتشات الفنية- وإن كانت رائعة- اعتمدت على الضحكة والشكل الغريب، ليقرر هو الظهور ببدلته التقليدية ونظارته المربعة مقدما نفسه، كما غنى "الخبير اللى بيقدر.. يروح يقابل الإسكندر"، ثم "يشرب الشاى مع هتلر"، باحثا عن عرض فكرة جديدة ورسالة واضحة تهدف لدعم المجتمع وعلاج عيوبه، فى نفس الوقت الذى لا تحرم الجمهور ضحكة من القلب والاستمتاع برقصات وأغانى جديدة. هذه الفكرة وإن بدت رهاناً غير محسوب على الجمهور المصرى والعربى الذى كان ينتظر وقتها "تسلية صيامه بضحكة خفيفة" فهى لا تعتبر سوى امتداد طبيعى لحياة الفنان القدير الذى أيقن منذ ظهوره أنه جاء فى وقت يعتمد فيه عمالقة الكوميديا على "إفيه" شكلى ينتزعون به ضحكات الجمهور، وأدرك أنه لا يملك فم إسماعيل ياسين، ولا ضحكة حسن فايق ولا "حول" القصرى ليقرر الانطلاق من ثقافة وعقلية مغايرة، وتكوين لون مختلف له أبهر الجمهور فيما بعد، مثلما ذكر فى لقاءاته الأخيرة. فى تمام الثالثة والنصف عصراً وعلى مدار عشر سنوات عشنا نتابع المعلم الساحر دون ملل، ولكن مع ظهور الفضائيات وزخم البرامج لم نعد نرى عمو فؤاد ليرحل فى هدوء مثلما رحل مبدعه دون أن يحصل على التكريم المناسب.