نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مساء أمس، الثلاثاء، تقرير المجلس الوطنى للاستخبارات الأمريكية، الذى أشار إلى أن مصر بدأت تفقد الدور الحيوى الذى تلعبه فى منطقة الشرق الأوسط لصالح المملكة العربية السعودية. وأوضحت الصحيفة أن التقرير الذى أصدره مركز الاستخبارات الأمريكى مؤخراً، اعتبر أن الدور التى تقوم به السعودية بين دول منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة بين الدول العربية، أصبح أكثر أهمية من دور الزعامة والريادة الذى كانت تمارسه مصر فى المنطقة منذ سنوات طويلة، مؤكدا أن الأنظار بدأت تتجه فى منطقة الشرق الأوسط إلى الجهود التى تبذلها السعودية مؤخراً، والتى تحاول فى الوقت نفسه تفادى لفت هذه الأنظار إليها. صحيفة هاآرتس أشارت الى أن تقرير مركز الاستخبارات الذى يراقب سياسات مصر والسعودية والأردن فى القضايا الإقليمية، ودعمها لأهداف الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الشرق الأوسط، كان يتم إعداده منذ شهور الصيف الماضى، ولكنه لم يظهر إلا بعد نجاح الرئيس الامريكى باراك أوباما وإدارته فى الوصول إلى البيت الأبيض وتولى زمام الحكومة الجديدة. التقرير أرجع بعض أسباب فقدان مصر لمكانتها الإقليمية التى مارستها لعقود طويلة إلى شيخوخة النظام وعجزه عن إيجاد من يعيد للدور المصرى قوته المفقودة، وأشار إلى أن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة لا تزال قوية، وتطرق إلى المحاولات التى يقوم بها جمال مبارك لإحداث تغيرات سياسية على المستوى الداخلى فقط. كما تناولت الصحيفة وصف مركز الاستخبارات الأمريكية بأنه المركز الذى يضع المخططات الاستراتيجية، القصيرة والطويلة المدى، للسياسات الأمريكية بالمشاركة مع بعض أجهزة مخابرات أمريكية أخرى، مشيرة إلى أن دور المركز الهام يتمثل فى تقديمه تقارير استخباراتية إلى الرئيس الأمريكى وإلى كبار صناع القرار فى القضايا التى تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية. وأخيرا ذكر التقرير أن السعودية رغم تبلور دورها فى المنطقة، إلا أنها فشلت فى التوفيق بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، كما أنها فشلت فى احتواء أزمة حزب الله مع الحكومة اللبنانية، مع إشارته إلى أن المملكة تحاول تجنب دور الريادة فى المنطقة لأنها غير مستعدة للاصطدام بإيران التى تريد فرض إرادتها على العالم العربى، ورغم هذا ذكر التقرير محاولات السعودية لتحجيم الدور الإيرانى من خلال سعيها لدعم عراق موحد خال من سيطرة إيران، ودعمها لاتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل، يمكن أن يفتح لها علاقات مع تل أبيب.
