قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إنه منذ أن أصبح محمد مرسى، رئيسا لمصر، ويعمل بجد لتخفيف حدة التوتر مع دول الخليج، غير أن التحدى الحقيقى للرئيس الإسلامى هو طمأنة القلق الواضح لدى المملكة العربية السعودية -التى فقدت حليفها الأقرب حسنى مبارك- من وجود الإخوان، كما أن خلال محاولاته لتهدئة هذا القلق السعودى تعهد مرسى بعدم تصدير الثورة فى مصر، واصفا دول الخليج بأنها "خط أحمر"، ولذلك فقد جعل زيارة المملكة الأولى له خارج البلاد. وقد هدأت هذه المبادرات بعض الشىء قلق السعوديين الذين واصلوا إرسال الدعم المالى لمصر. وعلى الرغم من أن هناك تشابها كبيرا بين أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين والوهابية السعودية، ولكن ما يبدو واضحا أن السعوديين يفضلون النظام القديم. وباعتباره أول رئيس يتم انتخابه ديمقراطيا، فإن مرسى يتحدى النظام الاستبدادى الذى يقاتل حكام المملكة العربية السعودية بضراوة للتمسك به. حتى أن الرياض أنفقت العام الماضى 130 مليون دولار كمساعدات لتهدئة الاستياء بين مواطنيها، كما شنت حملة أمنية لقمع مظاهرات الشيعة داخل البلاد وفى البحرين. وقد تعمق القلق السعودى فى فبراير حينما سمحت مصر بمرور سفن تابعة للبحرية الإيرانية عبر قناة السويس، وهو ما حظره نظام مبارك. كما أعلن مرسى عن رغبته فى إعادة العلاقات مع إيران. وردا على هذه المخاوف المتنامية من تزايد نفوذ إيران بالمنطقة عن طريق فتح علاقات مع مصر، منحت السعودية حزمة مساعدات مالية لمصر. غير أن مبادرات حسن النية هذه أصبحت رثة مع تفجير قضية المحامى المصرى المعتقل بالسعودية أحمد الجيزاوى. وردا على المظاهرات التى اندلعت أمام السفارة السعودية حجبت الرياض المساعدات المالية التى تعهدت بها. وبعد أن سافر وفد من البرلمانيين الإخوان للسعودية تمت استعادة العلاقات تدريجيا واتفقوا على إيداع مليار دولار فى البنك المركزى المصرى. وتؤكد المجلة أن السعوديين لا يزالون مترددين للغاية بشأن مرسى. ومنذ فوزه فى الانتخابات، تشكك الرياض فى علاقة مرسى بجماعة الإخوان، رغم إعلان استقالته عنها منذ توليه الرئاسة. كما تشير إلى أن منافسه أحمد شفيق تم تقويضه من خلال حملة تخويف وأن إيران قد تكون قادرة على ترويض مرسى. ومنذ هجمات 11 سبتمبر، يلقى ولى العهد السعودى الراحل نايف بن عبد العزيز، لوم مشكلات البلاد على الإخوان المسلمين. وقد تزايدت هذه الاتهامات فى 2003 عندما شنت القاعدة هجمات داخل المملكة. غير أن انتفاضات الربيع العربى ومع سقوط حلفاء السعودية برزت حركات الإخوان المسلمين فى أنحاء الشرق الأوسط. وفى ظل العلاقات المتوترة بين السعودية والإخوان، فإن مرسى يسير على خط دقيق مع الرياض. وتخلص فورين بوليسى، إلى أن الهدف الرئيسى للسعودية هو سحب مصر حتى تستطيع أن تكون هى صاحبة النفوذ، كما أنها تسعى لإحباط الطموحات الإيرانية فى العالم العربى. ولحسن حظ السعوديين فإن مرسى فى حاجة لأموالهم فى سبيل إصلاح الاقتصاد المصرى ولذلك فليس هناك أمام مرسى أى خيار آخر سوى قبول الشروط السعودية.